حسرةُ العشِّ أمْ غيابُ الحمامَةْ
سكتَ الفنُّ دونَ ظلٍّ وقامةْ
بينما كانتِ الجماهيرُ تبكي
احتضنَ الموتَ مبدعا كابتسامةْ
أضحكَ الموتَ فرطَ ما امتدَّ سهلا
ينفخُ الطِّيْبَ في عروقِ القتامَةْ
خاصمتْهُ الكروبُ في كل عمرٍ
فرحًا أجَّلَ الستارُ اختتامَهْ
عائدًا للمهبِّ في صحبةِ الريحِ
توكَّا على زفيرِ الغمامَةْ
رغم صحرائنا وهذا صراخُ الرملِ
ألقى بضحكتيه ازدحامَهْ
هبَّ في هيئة السرابِ انتصارًا
للزهورِ التي تغني أمامَهْ
واثقًا كابتسامةٍ وهْوَ يجتازُ
الجفافَ الذي يجيدُ اختصامَهْ
حفظتْ ظلَّهُ الخفيفَ قلوبٌ
فنمت وردةً وطارتْ يمامَةْ
حبذا لو تشدُّهُ الأرضُ ضحكاتٍ
وتستلهمُ النواحي عظامَهْ
قهقهاتٌ أعوامُهُ ذلك العُمْرُ
ألَحَّتْ على الأماني اقتسامَهْ
إنَّ من أسدلَ الستارَ أعارَ
البطلَ الخُلْدَ كي يعيدَ ارتسامَهْ
أعجزُ الآنَ أنَّ أبرر للشايِ
الجلوسَ الذي ألِفتُ اغتنامَهْ
حزم الموتُ قهقهاتٍ من الشاشةِ
أبقى الصدىْ وأخفى قوامَهْ
بيديهِ حقائبُ الاِبتساماتِ القديماتِ
خَلَّفَ العمرُ عامَهْ
سفرًا بين خفقةٍ وضريحٍ
بردتْ دمعةٌ وصارتْ رخامَةْ
تحفظُ السوسناتُ عن ظهرِ عطرٍ
روحَهُ تحرسُ الأغاني غرامَهْ
رسمَتْهُ على شهيقٍ سخيٍّ
رئة البدرِ وهي تلقى تمامَهْ
اعرضوا الدورَ من جديدٍ على جثمانِهِ
كي يعيدَ فورًا قيامَهْ
جثةٌ ما تزالُ عمرًا تغنِّي
تسألُ الشِّعرَ كيفَ تهوى القيامَةْ
الزعيمُ الذي أجادَ السيناريو
والسيناريو الذي أجادَ الزعامَةْ
هل على الفنِّ منه أن يلفظَ
الأنفاسَ والذكرياتُ ترمي سهاَمَهْ
ارفضوا المشهدَ الأخيرَ بتصفيقٍ طويلٍ
عسى يردُّ احتدامَهْ
إنَّ في البالِ حلقةً لم تؤدَ
اقترحِ البَرْدَ وابتدئِ يا سلامَهْ
تشتهي دورَكَ “الدراما” فصُنها
غترةً أو عباءةً أو عمامَةْ
كيفَ نلهو بحزننا دون أفراحٍ
فقدنا لسانَها وكلامَهْ
إنَّ ثغرَ الكوميديا أمسى بلا نَصٍّ
فكم مسرحٍ يعاني افتطامَهْ
ختم الضوءُ رقصَهُ قمْ أيا عبدَ
الحسينِ الظلامُ أذكى ظلامَهْ
ليسَ في الشاشةِ البليدةِ إلا
لغةٌ تسلبُ الجلوسَ احترامَهْ
والكوميديا بغير طعمٍ وسَلْ
أنفَ الكوميديا الذي أهالتْ زُكَامَهْ
يتوالى مسلسلٌ بعد ثانٍ
يدعي الفنَّ غارقًا في القتامةْ
ماتَ “عبدُ الحسينِ” قلتُ ادفنوا الفنَّ
قريرا ولا تبيعوا العَلامَةْ
واستردوا قوامه من جفونِ
المسرحياتِ لا تُضِيْعُوا قوامَهْ
كل هذا الغيابِ من فوقِ فَنٍّ
قرَّ من قبل أن يوارَىْ ركامَهْ
وانبرى مخرجٌ ليهدمَ بدرًا
لترى عتمةُ اللياليْ حطامَهْ
مشهدٌ والممثلونَ يَصُبُّوْنَ
على أمِّ ذلك الرأسِ جامَهْ
قالَ لي النصُّ شدني بخيالٍ
ليسَ عبدُ الحسينِ يرخي زمامَهْ
سُكَّرًا أطعمَ المماتَ ويكفي
بمزاجِ الخلودِ يبقي طعامَهْ