في الجش.. فؤاد الحمود يدرّب الناشئين على «كيف نتكلم»

أقام مسجد العقيلة زينب عليها السلام بالجش، ورشة بعنوان “كيف نتكلم”، ضمن فعالياته الأسبوعية يوم السبت للناشئين من سن 10 إلى 15 سنة، بالتعاون مع المدرب فؤاد الحمود.

وتناول “الحمود”، التعريف بالكلمة في الشرع، وذلك عبر أهميتها الذاتية وما يترتب عليها من مسؤولية وعواقبها، ومدى آثارها النفسية والذهنية على المستمع والمتكلم وأثرها على حياة الفرد والمجتمع والطبيعة، موضحًا أن الدين الإسلامي جعل للكلام ضوابط، مبيّنًا أن للكلام أثرًا نفسيًا وبدنيًا واجتماعيًا قد يصعد بالإنسان إلى الأعلى أو يسقط به في الهاوية.

وأضاف قائلًا: “للكلمة أهمية كبيرة، وعرف الله نفسه لخلقه بالكلام والدلالات، لذا فإن للكلام مسؤولية حيث يترتب عليه الكثير من الأمور”، مستشهدًا بقول الله تعالى في سورة [الإسراء: الآية 36]: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}.

وتابع “الحمود”: “يجب ألا نتكلم فيما لا نعرفه، حتى لا نصبح من كثيري الكلام أو مثلما يسمونه في اللغة العامية بالفيلسوف الثرثار الذي لا يفقه شيئًا، فالكلام والسمع مسؤولية”، مبينًا أن الكلام في الشرع له عواقب، نظرًا لأنه قد يؤدي إلى الذنوب والمعاصي.

واستعرض بعض أقسام البشر، ومنها: المتدين، وغير المتدين، والمثقف، وغير المثقف، وصاحب الأخلاق، مبيّنًا مدى تأثير كل قسم وتأثره بالكلمة مردفاً ذلك بالأثر والمظهر الخارجي على الأفراد بحيث لا يكون ذلك مصدراً للخداع.

وأجاب عن تساؤل هل يمكن أن نعرف الشخص من مظهره؟ قائلًا: “لا يجب أن نحكم على الشخص من مظهره، ويجب أن يتكلم حتى نعرفه، فالمظهر مهم ولكن يجب أن نعرف الأشخاص جيدًا فمثلًا يظهر في لعب الأطفال مؤخرًا أشخاص تظهر التودد لهم ونحن لا نعرف هل هو شخص صالح أم هاكر أم ماذا”.

وأكد “الحمود”، على ضرورة استخدام الكلام في محله، واستشهد في ذلك بسرد عدة قصص تعزز من أهمية الكلام واختيار الكلمات المناسبة ومتى نستطيع قولها، معقبًا: “اللسان عضو من أعضاء جسم الإنسان وسيشهد مثل باقي الأعضاء على أفعاله وأقواله، فإذا صلح حال اللسان صلح حال باقي الأعضاء، وأصبحت الأصابع في هذا الزمن تحل محل اللسان من خلال الكتابة على الإنترنت”.

وعن آثار حفظ اللسان على الفرد، قال: “إن أهمها الحصول على رضا الله تعالي، وهو أيضًا بوابة نزاهة الإيمان وأساس المؤمن الصالح، فمن يمسك لسانه يتطور إيمانه ويحسن التصرف، وهي سبب في بلوغ المراتب العليا ودخول الجنان”، لافتًا إلى أن عدم حفظ اللسان يسرق الحسنات نتيجة السيئات المترتبة على الغيبة والنميمة.

وفي نهاية الورشة، بيّن المدرب استعمالات اللسان بقسميهما والتي صنفهما بما يرضي الله وما يغضبه مع بيان أمثلة ملامسة لواقع الفتية، ناصحًا إياهم بالدفاع عن المؤمنين، ورد الغيبة وعدم ذكر الشيء السيئ، والتحلي بثقافة الشكر والعرفان، وذكر محاسن المجلس، واستعمال اللسان فيما يرضى الله، وتجنب السب والشتائم والكذب واتهام الآخرين والافتراء.

واختتم “الحمود” اللقاء بجملة من الأسئلة المتعلقة بمحاور الورشة، كتثبيت للمعلومات، كما وزّع الهدايا على الفتية.




error: المحتوي محمي