نَحْوَ الرِّضَا

أَطْلِقْ زِمَامُ الرُّوحِ إِنْ شَبَّ الْحَنِينْ
فَنَارُ الشَّوْقِ لَا تُطْفَى بِمَاءٍ مِنْ كُؤُوس

وَرَاقِبْهَا تُحَلِّقَ فِي سَمَا الْكَوْنِ الْعَظِيم
فَغَايَتُهَا زِيَارَةُ قَبْرِ مَنْ فِي أَرْضِ طُوس

مُنَاهَا أَنْ تُسَافِرَ مَشْهَدًا فِي كُلِّ حِين
وَتَحْظَى بِالضِّيَافَةِ فِي فِنَا أُنْسِ النُّفُوس

فَقَلِّدْهَا الزِّيَارَةَ فِي حِمَى ذَاكَ الضَّرِيح
إِذَا غُمِرَتْ بِدِفْءٍ مِنْ ضِيَا شَمْسِ الشُّمُوس

وَأَمِّنْهَا السَّلَامَ إِلَيْهِ مِنْ قَلْبٍ جَرِيح
سَلَامًا يَابْنَ مُوسَى، سَيِّدِي أَنْتَ الرَّؤُوف

سَلَامٌ لِلرِّضَا مِنْ عَرْشِ رَبِّ الْعَالَمِين
تُبَلِّغُهُ الْمَلَائِكُ إِنْ أَتَتْ لَهْفَى تَطُوف

سَلَامًا سِبْطَ مَنْ فِي مَكَّةٍ أَمْسَى يَتِيم
وَأَخْمَدَ عِنْدَ مَوْلِدِهِ لِنِيرَانِ الْمَجُوس

مَتَى تؤْوِي فُؤَادًا صَيِّبًا قَلِقًا حَزِين
لِيُصْبِحَ فِي جِوَارِكَ ضَاحِكًا يَنْسَى الْعُبُوس؟!

مَتَى نَأْتِي وَتُطْعِمُنَا بِيُمْنَاكَ الرَّغِيف
وَتَسْقِينَا بِهَا يَا صَاحِبَ الْقَلْبِ الْعَطُوف؟!

مَتَى نَأْتِي صَلَاةَ الْفَجْرِ فِي صَحْنِ الْغَدِير
وَلَا نَلْقَى مَكَانًا فِي ازْدِحَامَاتِ الصُّفُوف؟!

أَنُمْسِكُ لِلضَّرِيحِ فَيَعْتَلِي مِنَّا الْأَنِين
وَخَادِمُكُمْ يَقُولُ زُرِ الْإِمَامَ بِلَا وُقُوف؟!



error: المحتوي محمي