من القطيف.. بألوان الأكريليك الفنانة يثرب الصّدير تحكي قصة الوجود للمرأة بـ3 لوحات في «أوتار»

لطالما جسدت أعمال الفنانة التّشكيلية يثرب الصّدير، ماهية المرأة العربية عبر الزّمن بجميع حالاتها في مختلف المجتمعات، ولما لا فهي أساس الحياة، وجزء لا يتجزأ من التاريخ.

المرأة امتداد
واستطاعت ابنة القطيف، من خلال ألوانها ولوحاتها المُشاركة في معرض “أوتار”، في جاليري ورد آرت بالعاصمة الرياض، أن تتحدث عن التحولات التي رافقت المرأة قديمًا وحديثًا بحبكة فنية وأنثوية.

مُولد الفكرة
وحول تجربتها الفنية، وعلاقتها بالألوان، وكيفية إيجاد الفكرة حتى التعبير عنها بالرسم، قالت “الصدير”، خلال لقائها مع «القطيف اليوم»: “إن الواقع الحالي والعلاقات المحيطة بنا، وما نراه، سواء على شاشات التّلفاز، أو صفحات الميديا التي أصبحت كظلّ لا يُفارق يومياتنا، يولد الكثير من الأفكار ويبزغ وميضُها، ويتيح لي الفرصة لتعانق ريشتي الكثير من المواضيع المُتنوعة التي نصطدم بها في الحياة”.

مشاركتها في أوتار
بثلاث لوحات تعبيرية، تراوحت مقاساتها بين 80*80 و100*100، شاركت “الصدير” في معرض “أوتار”، واستخدمت ألوان الأكريليك على القماش المشدود، لتبرز فكرتها التي تُعبر عن المرأة بكلّ حالاتها وانتقالاتها في المُجتمعات القديمة والحديثة.

وبيّنت أنها حرصت على أن يُنظر إلى المرأة بطريقة مُختلفة، ثمَّ عادية، ثمَّ مُميزة في لوحاتها؛ لأنَّها تراها امتدادًا زمنيًّا له تأثير على كل المستويات في الحياة، مُؤكّدة أنّها مُكون اجتماعي تتكامل به الحياة، ولها أثر بالغ في التغيير والتّركيبة والحياة الاجتماعية والثّقافية والاقتصادية.

وتابعت “الصدير”: “المرأة، تُؤثر، وتتأثر، فليست فكرة محدودة، أو خاضعة إلى انتهاء الصّلاحية”.

اللوحة الزرقاء
ثمة فكرة ما تستفز الفنان ليذهب بعدها إلى ريشته وألوانه غارقًا في التعبير عنها، وهو ما حدث مع “الصّدير”، التي أجابت على تساؤل ما وراء لوحاتها، قائلة: “لا تُوجد قصة بحد ذاتها، ولكنَّها المواقف، التي تستوقفك، لتنظر للأمور بطريقة مُختلفة، فرغم الفرق في وضع الرجل والمرأة، إلا أنه اتضح لي أكثر من خلال وضع الاثنين في ظُروف صعبة، حجم الصُعوبات التي يستطيعان التّعامل معها”.

وذكرت في حديثها أحد الأفلام الوثائقية التي شاهدتها لحياة النساء اللاجئات، حيث واجه الرجل الصُعوبات الطّبيعية، بينما زادت أعباء النّساء بتحمل طُرق التّعامل المُختلفة من التّنقل وصُعوبة الوصول لطرق المعيشة، متابعة: “كانت إحدى الطُرق التي تتبعها النّساء، هي الزراعة في الأرض لاستخدام المحاصيل بالحياة اليومية، وكان هذا التّكبد يتبعه مُعاناة وجود أراضٍ صالحة للزراعة بعيدة، وتوفير الماء بجلبه من أماكن أبعد، وهذا ما عبّرت عنه في لّوحتها الزرقاء”.

واختتمت “الصّدير” حديثها، قائلة: “إن الفن عالم واسع وشاسع، مليء بـ المُغامرة والتّنوع الذي يحتاج منَّا الانفتاح لمُمارسته، وإيصال فكرة رُبما تتكرر، ولكن تختلف في طريقة طرحها وأسلوبها”، مُنوهة بأن هذه الكلمات لا توجهها لشخص بعينه، ولكنَّها لكلّ مُهتم سواء أكان مُمارسًا أو مُتذوقًا لهذا العالم الفني، والثّقافي الكبير.




error: المحتوي محمي