كشف اختصاصي الأوبئة جاسم المقرن، عن وجود 16 عيادة إقلاع عن التدخين في المراكز الصحية بالقطيف، مبيّنًا أن حجز الموعد فيها يتم عن طريق منصة “صحتي”.
ولفت المقرن إلى انخفاض نسبة المدخنين في المملكة عام 2021م حيث تراجعت نسبتهم من 22% إلى 17%؛ نتيجة التزام الدولة بالسياسات والإجراءات الدولية، حسبما أعلنت منظمة الصحة العالمية.
جاء ذلك خلال الفعالية التي نظمها قسم الطب الوقائي بشبكة القطيف الصحية، يوم الثلاثاء 1 ذو القعدة 1443، في بهو مستشفى القطيف المركزي بحضور مدير الخدمات الطبية والإكلينيكية الدكتور حسن الفرج، وبمشاركة 10 ممارسين صحيين؛ وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين والذي يُصادف 31 من شهر مايو من كل عام.
واستعرض “المقرن” إحصائية لمنظمة الصحة العالمية تقول بأن هناك 8 ملايين حالة وفاة متوقعة سنويًا حتى عام 2030م، و6 ملايين حالة وفاة من المدخنين سنويًا، و600 ألف من غير المدخنين يموتون بسبب استنشاق الدخان، فالتدخين يقتل نصف مستخدميه، مشددًا على أهمية المحافظة على الصحة وترك التدخين، مما يستلزم أن يكون المجتمع أكثر وعيًا بخطورة التدخين المباشر وغير المباشر.
وهدفت الفعالية إلى إبراز المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ، وحماية الأجيال الحالية والمقبلة من العواقب الصحية المدمرة للتدخين، والدعوة إلى وضع سياسات فعالة للحد من استهلاكه، ورفع الوعي بخطورة التدخين بأنواعه كمهدد رئيسي للصحة العامة، مستهدفةً موظفي المستشفى من فنيين وإداريين وكذلك الزوار.
واحتوت الفعالية على عدد من الأركان التوعوية التثقيفية التي تعرّف بخطورة التدخين وأضراره وتنوع المادة العلمية المطروحة وطرح البدائل للمدخنين.
من جانبه، أوضح مشرف الفعالية واختصاصي الأوبئة جاسم المقرن أن المدخنين أكثر عرضة لخطر تفاقم الإصابة بعدوى كوفيد – 19 وتطورها إلى مرض وخيم، بل والوفاة نتيجة لهذه العدوى، مبيّنًا أن التبغ يسبب تجاعيد البشرة ويجعل المدخن يبدو أكبر عمرًا وبشكل أسرع، كما أنه يؤدي إلى تشنج الجلد بسبب تبدّد البروتينات التي تمنح الجلد ليونتة، مما يؤدي إلى نضوب فيتامين (أ)، ويحد من تدفق الدم خلاله، بالإضافة إلى أن التدخين يزيد من خطر الإصابة بالصدفية.
وذكر أن غير المدخنين الذين يتعرضون للتدخين غير المباشر يكتنفهم خطر الإصابة بسرطان الرئة كما يزيد التدخين السلبي من خطر تطور عدوى السل لديهم ويحولها إلى مرض نشط، إضافةً إلى أنه يرتبط بالإصابة بالسكري من النمط 2.
ونوّه “المقرن” بأن أطفال المدخنين يُعانون من قصور وظائف الرئة والذي يستمر في التأثير عليهم بصورة اضطرابات تنفسية مزمنة في مرحلة البلوغ، وقال: “يمكن أن يُصاب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين اثنين والذين يتعرضون للتدخين غير المباشر في المنازل بالتهاب الأذن الوسطى مما قد يفضي إلى فقدان حاسة السمع لديهم والإصابة بالصمم”.
وأكد أن النيكوتين الموجود في السجائر الإلكترونية يعتبر مخدرًا يسبب الإدمان الشديد لدى الأطفال، ويمكن أن يسبب تلفًا في أدمغة الأطفال النامية، مضيفًا أن تعاطي التبغ مسؤول عن 25% من جميع الوفيات الناجمة عن السرطان في العالم، ونوّه بأنه يُصاب واحد من بين كل خمسة مدخنين للتبغ بداء الانسداد الرئوي المزمن في حياتهم وخاصة الأشخاص الذين يبدأون في التدخين منذ طفولتهم وفي سنوات المراهقة حيث يبطئ الدخان نمو الرئة وتطورها بشكل كبير.
وقال: “إن بعض الدراسات أظهرت وجود روابط بين تدخين التبغ وارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي، ولاسيما بين المدخنات الشرهات والنساء اللاتي يشرعن في التدخين قبل حملهن الأول”، مشيرًا إلى أن التبغ يزيد من مخاطر السكتة الدماغية بمقدار الضعف ويزيد من مخاطر أمراض القلب بأربعة أضعاف.
وتناول “المقرن” أضرار ومخاطر التدخين بأنواعه والأمراض الناجمة عنه، لافتًا إلى أن مرض الزهايمر يُعد من أكثر أشكال الخرف شيوعًا، وأن ما يُقدر بـ14% من حالات مرض الزهايمر على مستوى العالم يمكن أن يكون سببها التدخين.