تألقت 58 لوحة فنية مختلفة في معرض “أوتار” بجاليري ورد آرت بالرياض يوم الاثنين 30 مايو 2022م، لفناني القطيف؛ عواطف آل صفوان، وعباس آل ارقية، ودلال الجارودي وسيما آل عبد الحي، وصفية آل طلاق، وسعاد وخيك، ومحمد السيهاتي، ويثرب الصدير.
وتحدثت منسقة المعرض الفنانة عواطف آل صفوان عن فكرة المعرض موضحة أن “أوتار” يحكي عنوان المعرض بالتنوع في ثقافة وأسلوب الفنانين المشاركين فيه؛ كالأوتار التي يتميز كل واحد منها بصوته الخاص عن بقية إخوته.
وقالت: “إنّ تنوع الرسوم يشير بالطبع لتنوع الأفكار واختلافها، فتباين الأفكار نتاجه رسوم مختلفة، ولولا اختلاف الفكرة لغدت جميع اللوحات لوحة واحدة”.
وذكرت أن التقاء هؤلاء الفنانين جميعهم هو لقاء للأفكار المتنوعة وتبادل للفنون، وقد بلغ عدد اللوحات المشاركة 58 لوحة أو عملاً فنيًا، ساهمت هي منها بـ3 لوحات، أما الفنانة دلال الجارودي فقد شاركت بـ4 لوحات، و9 أعمال فنية للفنانة سيما آل عبد الحي، فيما شارك الفنان محمد السيهاتي بـ5 لوحات، والفنانة يثرب الصدير بـ3 لوحات، والفنانة سعاد وخيك بـ9 أعمال فنية، وجاءت المساهمة الأكبر بالمشاركة بـ11 لوحة للفنانة صفية آل طلاق، وتفوقت مساهمة الفنان عباس آل ارقية بمشاركته بـ13 لوحة فنية.
وأشادت آل صفوان بالأعمال المشاركة وتنوع الذائقة والاتجاهات بها، واصفة أعمال الفنان عباس آل ارقية بأنها أعمال تهتم وتركز على التراث الخليجي وخاصة الزراعة، وبها تتجلى أيقونة الحياة “المرأة” وعملها جنبًا إلى جنب مع الرجل، إضافة إلى تلك الزخارف الشعبية المنقوشة في الملابس و الجصيات التي تعود بنا إلى ذاكرة الماضي كركنٍ أساس من حياتها الشخصية، مشيرة إلى أنها ومنذُ طفولتها وهي متعلقة بفطرية العمل وبقصة حالمة محاطة بذاكرةٍ من الطفولةِ، بشكل مجرد وألوان واضحة نابعة من صفاء روح الزمن الجميل؛ بألوان الفرح وإسقاطات الضوء وتمثيل الظل.
ووصفت أعمال الفنانة دلال الجارودي بالأعمال التي تعكس ضوءها على أهمية السمو للإنسان كجانب معنوي وأخلاقي، للتترك رسالتها من خلال لوحاتها بأهمية ترك الأثر الجميل والذي هو أهم ما يسمو به الإنسان ويرتقي.
وأوضحت أن الفنانة سيما آل عبد الحي تنطلق في أعمالها من رؤية فكرية وفلسفية، وقالت: “إنها تعبر عن وجود كثير من الأفكار المتناقضة، وإن على الإنسان اختيار الفكرة الجيدة”، منوهة برؤية آل عبد الحي في أن إدراك جمال وصفاء جملة من الأفكار يكون من خلال النظر إلى ضدها أو نقيضها؛ حيث إن الأشياء تُعرف بأضدادها.
وحول أعمال الفنان محمد السيهاتي بينت آل صفوان أنها تعبر عن اهتمامه بالجانب التراثي، حيث إنه يرى أن الإنسان لا ينفصل عن بيئته، وأعماله تشير لموقعية التراث والبيئة في نفس الإنسان.
وأشارت إلى أن أعمال الفنانة يثرب الصدير تجلى فيها الاهتمام بحياة المرأة بين المجتمعات القديمة والمجتمعات الحديثة، فالصدير تؤمن أن المرأة عنصر مهم في تكوين المجتمع، وأن المجتمعات قابلة للتغير والتطور، وأن رصد ذلك التغير أو التطور يساعد في تحسين الحياة مستقبلًا بعد تجنب الأخطاء السابقة.
وبينت أن الفنانة صفية آل طلاق جاءت موظفة للخط العربي في جملة من أعمالها؛ وجمعت بين الثقافة والفن، فجمال الخط هو الفن، وكونه عربيًا هو الثقافة، فاللغة جزء مهم في ثقافة أي مجتمع مضافًا لإضافة الخط العربي، ولذا فهي تعبر عن حبها وشغفها لبعض التشكيلات الدائرية الجميلة، والتي ساهمت في إعطاء أعمالها طابعًا جماليًا متنوعًا.
ونوهت لبروز الخيال في أعمال الفنانة سعاد وخيك، فهي من المهتمين بالجانب الخيالي، وتحاول دمجه مع جملة من الصور الواقعية من حياة الإنسان في بيئتها ومجتمعها، إضافة لاهتمامها بالجانب التراثي في حياة الإنسان، ففي أعمالها تجد ذاكرتها حاضرة بشكل واضح وكبير؛ في إشارة منها إلى أن الإنسان لا ينفصل عن ذاكرته.
وعن مشاركتها بلوحاتها الثلاث فذكرت آل صفوان أن أعمالها تعكس حاجة الإنسان للاهتمام بثقافته الخاصة وبتراثه القديم، فكل مجتمع له حضارته الخاصة التي يعتز ويفتخر بها.
واختتمت حديثها بتوجيه دعوة منها لأهل الفن للاهتمام به، مؤكدة على أن من وظائف الفن تقديم الجانب الثقافي الخاص للعالم المتنوع.