روح البطل

المتابعون لكرة القدم العالمية وبالخصوص الإنجليزية يعلمون ماذا تعني كلمات “لن تمشي وحيدًا” التي يرددها جماهير نادي ليفربول العريق. هي ليست المرة الأولى التي يضرب فيها أبناء القديح الأوفياء والمخلصون مثالًا حيًا وراقيًا لثقافة التشجيع. فالجماهير الوفية العاشقة لا تتخلى عن فريقها مهما قست عليه الظروف أو ساءت به النتائج لسبب أو آخر.

الجماهير المخلصة لا تترك فريقها وحيدًا مهما حدث من تذبذب في المستوى أو وقعت الخسارة. فهّا حال الرياضة فوز وخسارة. فكما أطلق المعلق الشهير “حفيظ دراجي” على جماهير أحد الفرق الأوروبية أنهم ليسوا عشاقًا بل مجانين. فجمهور العالمي المضراوي لا يقل شأنًا عن أي جمهور. والكواسر الأبطال تستحق من يقف خلفها ويدعمها ويشعل من لهيب حماسها ويقدر ما تقدمه من فنون وتضحيات. فالفريق الذي يملك قاعدة من جماهير القديح لا يبالي بالصعاب وكذلك الجمهور الذي يشجع فريقًا يملك لاعبين مثل كواسر القديح فليستعد للاحتفال بالبطولات في قادم المناسبات إن شاء الله.

لا يوجد أحد متابع لكرة اليد السعودية توقع هذا الحضور الغفير والكبير واللافت للأنظار لجماهير نادي مضر في مباراتهم مع الأشقاء أبناء سيهات -نادي الخليج- خصوصًا أن حظوظ نادي مضر تلاشت تمامًا بعد خسارتين متتاليتين. زحفت جماهير العالمي المخلصين والعاشقين لناديهم مرددين “وين ما يروح الأملح أنا وياه”. زحفوا وكلهم حماس وكأن معشوقهم على موعد مع الذهب حتى امتلأ بهم المدرج عن بكرة أبيه. صدحت حناجرهم الذهبية بالأهازيج والشيلات المختلفة وبالخصوص “يا لايم يا لايم خف لومك عليه” فهذه الكلمات كافية أن تشعل لهيب المدرج. هي كلمات تجسد ما تكنه وتحمله قلوب أبناء القديح من حب وعشق لناديهم ولاعبيهم. فمنذ بداية المباراة إلى أن أطلق الحكم صافرة النهاية والجماهير واقفة تصفق وتؤازر في مباراة ماراثونية تجلت فيها كل فنون كرة اليد السعودية. هذا ليس بمستغرب أبدًا على أبناء القديح فهم خلف كواسرهم في السراء والضراء.

كل ما نفهمه في كرة اليد هو أن كواسر القديح لا ترضى بالخسارة. فمضر رقم صعب في كرة اليد السعودية والآسيوية وكلنا أمل أن يواصل أبناء القديح الأبطال صناعة التاريخ بحصد مزيدٍ من البطولات والألقاب إن شاء الله، وإسعاد أبناء القديح والجماهير العاشقة والمنتشرة بكافة أرجاء وطننا الحبيب. فمن لم تساعدهم الظروف للتواجد في المدرجات هم متسمرون أمام الشاشات صغيرهم قبل كبيرهم ونساؤهم قبل رجالهم. فالكواسر الأبطال أبناء مضر جعلوا من كرة اليد وأهل القديح قصة حب تضرب بها الأمثال.



error: المحتوي محمي