“التوحد” بين المفهوم الخاطئ و جهل التعامل معه  

بمجرد أن يسمع شخص عن طفل توحدي ، فلابد أنك ستتخيل طفلاً في زاوية ما يرفض التعامل مع الآخرين ، ويأرجح يديه ، أو طفلاً يعمل على ترديد الكلمات التي يسمعها ، و يرفض التعلم ، ربما كانت تلك هي علامات التوحد الكاملة لديك ، و التوحد في تعريفه العلمي هو اضطراب نمائي يؤثر بشكل كبير على التواصل اللفظي و غير اللفظي و على التكامل الاجتماعي .

غالبا ما يظهر قبل سن السادسة و الثلاثون شهر ( سن الثالثة ) و يؤثر عكسياً على أداء الطفل التعليمي .

وهناك لدى البعض مفاهيم خاطئة حول التوحد و الطفل التوحدي نذكرها مع تصحيحها علمياً و عقلياً :
الخطأ/ يظن البعض أن هناك علاج دوائي طبي للقضاء على التوحد .
و الصحيح هو للأسف الشديد لا يوجد أي أدوية طبية لعلاج أعراض التوحد ، و إنما توجد هناك بعض الأدوية التي أظهرت الدراسات العلمية فعاليتها في علاج بعض الأعراض المصاحبة للتوحد مثل العنف و العدوانية ، و كذلك بعض الهيجان وسرعة الانفعال مثل أدوية antiseizure لعلاج المشاكل السلوكية .

الخطأ/ يعتقد البعض أن معظم أطفال التوحد قد يظهر لديهم قدرات ابتكارية ( خارقة ) و ذكاء يفوق المعدل الطبيعي .
⁦⁩و الصحيح هو أن هناك فئة محددة من أطفال التوحد قد يظهر لديهم نبوغ و ذكاء حاد في جزيئات دقيقة من حياتهم ، و لكنهم فئة محددة أما غالبهم فتشير الدراسات إلى أن ٧٠٪ تقريباً ذكاؤهم اقل من المعدل الطبيعي .

الخطأ/ يعتقد الكثير أن الهدف من التدخل العلاجي بالتدريب والتأهيل هو أن يصبح طبيعياً ١٠٠٪ .
⁦⁩والصحيح أن اضطراب التوحد يعتبر اضطراب نمائي شامل ، و بالتالي فإن الهدف من التدخلات العلاجية هو الوصول بالطفل إلى أعلى حد ممكن في الاعتماد على نفسه و كذلك تحسين التفاعل الاجتماعي لديه إلى أقصى درجة ممكنة ، و في حال تحقق هذين الهدفين فإن التدخل العلاجي يعتبر قد نجح نجاحاً كبيراً .

•ومن كيفية احترام الطفل التوحدي فالمجتمع و المحيطين به : هو أن لا تتعامل معه على أنه عاجز كلياً في النواحي الاجتماعية و أن لا تحسسه بالنقص و أن هناك افضل منه و لا تغضب عليه أو توبخه عند أدنى حدث غير عادي و اعطف عليه و من ناحية التعزيز فتعزيز أفعاله الإيجابية عاطفياً قولاً أو حركة يبين له أنه فعل شيئاً جيداً و نحاول قدر المستطاع وفوق المستطاع أن ندمج الطفل التوحدي في المناشط الحياتية و البيئية و على الأسرة أن تدمجه في المناشط الأسرية مثل الزيارة للاقارب و الاصدقاء ليتفاعل شيئاً فشيئاً و مساواته بأخوته و أخواته في الملبس و المأكل و الألعاب ( بما يناسب وضعه ) .

•ومن كيفية التعامل مع الطفل التوحدي ( الأسرة ) : أولاً الصبر ثم الصبر ثم الصبر !
إن لسان حال طفل التوحد يستجدينا أن ننظر إليه كشخص ذو قدرات مختلفة و ليس كشخص ذو إعاقة .

طفل التوحد يتحاشى دائماً النظر المباشر للآخرين و لا يجيد فتح موضوع معين أو الحوار و لكنه لا يكذب و لا يغش في اللعب مع الأطفال و الطفل التوحدي لا يصدر أحكاماً مسبقة على الآخرين ، قد لا يكون طفل التوحد رسامــاً عالمياً أو مهندساً معمارياً و لكن انتباهه لأدق التفاصيل و اهتمامه بها قد يصنع منه شخصاً عبقرياً و من الأشياء المهمه هي التركيز على مهارات الطفل التوحدي فالتركيز بها شيئاً ضرورياً لنجاحهم في الحياة و من الطبيعي أن يمر طفل التوحد بفترات إحباط (مثل أي شخص عادي) و لكن المسؤولية على الأسرة لتدفع به إلى النجاح و الابتكار .

وفي الختام تعتبر الأسرة اولى المؤسسات الاجتماعية التي تحتضن الطفل التوحدي و يجب أن توفر له الرعاية السليمة و المناخ الجيد و معرفة احتياجاتهم و كيفية التعامل معه و مع متطلباته في الحياة .


error: المحتوي محمي