تزخر محافظة القطيف بالعديد من الحرف الشعبية منذ قديم الزمان، حتى بعضها لصق بصانعها وبات اسمه مرتبطًا بالحرفة، مثل الحداد والقلاف والقفاص والتتان والخباز والكثير من الحرف.
أما حرفة صناعة السلال فكان سعيد العسيف رحمه الله متربعًا على عرشها لأكثر من خمسين عامًا، يجوب المهرجانات والمناسبات الوطنية بأدواته صانعًا ومحبًا وعاشقًا، يبحث عن الأسل بين المساقي ليجففها ويهذبها لتصنع أجمل السلال، وقبل أسبوع من وفاته كان لي حديث مع أخيه مهدي العسيف حول صحته فقال: يفرج الله ولا تنسوه من الدعاء في هذا الشهر الفضيل.
سألته: هل يوجد أحد من الأبناء تعلم الحرفة؟ قال: للأسف لم يتعلم أحد، لا يريدون الحرفة وهم منشغلون بالأجهزة والألعاب التي تضيع وقتهم.
هذه الحرفة لا شك أنها من الحرف الشعبية التي من الضرورة الحفاظ عليها بتعليم أجيال لمزاولتها حتى تستمر ولا تنقرض، جميل أن نرى معاهد لتعليم الحرف الشعبية وتنميتها ودعمها، والأجمل هو إيجاد سوق للحرفيين في كل منطقة من مناطق المملكة لدعمهم ولإبراز تلك الحرف وتسويقها وخلق سوق منافسة للحرفيين حتى يبدعوا ويطوروا من حرفتهم.
سعيد العسيف رحمة الله عليه احترف صناعة السلال منذ الطفولة، وبدأ يبحث عن التجديد مع الحفاظ على الشكل العام للسلة، وأصبح مطلوبًا في معظم المهرجانات الوطنية، مثل جناح الشرقية في الجنادرية وسوق عكاظ، وشارك في العديد من المهرجانات الوطنية.
فقدت القطيف مبدعًا من أمهر الحرفيين في صناعة السلال وتركها لأخيه يواصل عمله بحب حتى تبقى الحرفة في مأمن قبل ان تختفي من قاموس الحرف الشعبية في المملكة العربية السعودية.