أوضح الدكتور عبدالعزيز الحميدي أن 40% من الطلبة الجامعيين يتعثرون في السنتين الأوليتين، وذلك بسبب عدم تأقلمهم مع نظام الدراسة، كونها فترة انتقالية وتحول بين طبيعة الدراسة السابقة والحالية، والتغيير في البيئة البيت السكنية، وصعوبة المواد عند البعض حيث يكون أكثر التعثر في مواد العلوم والرياضيات، بالإضافة إلى تغيير اللغة المستخدمة في الدراسة.
جاء ذلك في محاضرة “آليات البحث عن المعلومة”، والمنظمة من لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بسنابس، وقدمها الحميدي بحضور عدد من المقبلات على الدراسة الجامعية والطالبات الجامعيات، يوم الأربعاء 17 ذي القعدة 1438هـ.
وركز الحميدي على أهمية الإرشاد الأكاديمي للطلبة قبل خوض دخول الجامعة وفي السنوات الأولى للدراسة التي تعتبر نواة توجيه، مقترحًا توفير جهات إرشادية في اللجان والجمعيات الخيرية، وإعطاء السنة التحضيرية أهمية بالغة.
وكشف عن مشاركته في تقديم دراسة بحثية عن “أسباب تعثر الطلبة والطالبات من الجامعات وطرق علاجها” في كلية الجبيل الصناعية، عام 2003م و 2017م وتم الخروج بإنشاء مركز العلوم والرياضيات لخدمة المجتمع يتم فيه توفير فرص دراسية للطلبة المتعثرين في الجامعة، ولجنة للإرشاد الأكاديمي تشكل من هيئة التدريس والطلاب الجامعيين المتقدمين دراسياً، بالإضافة لوجود وحدة تدريب على المهارات الأكاديمية والمهارات الحياتية وإيجاد الحلول لبعض المشاكل الاجتماعية للطلبة.
وربط العلاقة بين التأقلم والآداء وذلك لما يحدثه من انعكاس على شخصية الطالب والتي تكون ضمن حياته وحاجاته الخاصة والمجتمعية ومنها: علاقة مع الأسرة، الاحتياجات الشخصية، ضغوط الزملاء، الغربة، السكن في الجامعة، وكذلك الظروف المالية، مشيرًا إلى أن التأقلم الأفضل يؤدي إلى أداء أفضل.
وحذر من الانطباعات وتوقعات الطلاب السلبية تجاه الجامعة والتي تكون ناتجة من الحديث السلبي مع الذات مما يولد له الخوف، والغربة، الشعور باختلاف البيئة وضغوط دراسية، موجهًا الحاضرات إلى طرق تخطي ذلك وتحويل الفشل إلى نجاح.
وأرشد الحميدي إلى الوسائل المساعدة على التأقلم والتي تعتمد أولاً على الاستعانة بالله، معرفة طبيعة الانتقال إلى بيئة جديدة، ومعرفة الاختلاف بين الدراسة الجامعية وما قبلها، البدء بصداقات جديدة، والتفاعل وممارسة النشاطات اللامنهجية.