من القطيف.. بـ«مُدير في مُهمَّة».. جواد المرهون يورِّط أبطال مجموعته المسرحية الثانية

صدرت مؤخرًا مجموعة المسرحيات الثانية للدكتور جواد المرهون والتي حملت عنوان (مُدير في مُهمَّة) وجاءت في 252 صفحة.

وحملت المجموعة الأولى المرهون عنوان (أحلام سفتها الريح)، وضمت المجموعة الثانية خمس مسرحيات قصيرة، حيث جاءت كل مسرحية في فصل واحد، وتناقش أربع مسرحيات منها مشاكل اجتماعية محلية، في قالب مسرحي وبكلمات بسيطة وحوارات قصيرة وشخصيات قليلة، أما المسرحية الخامسة فكتب أحداثها الدكتور المرهون خارج الحدود، وتسلّط جميع المسرحيات الخمس الضوء على الواقع المعاش رغم أنها مسرحيات خيالية.

وتنوعت المواضيع التي ناقشتها المسرحيات وهي أقرب للدعوة للتفكير، وأهمية التفاهم ومناقشة الأمور الحياتية في محيط الأسرة، وعدم المغالاة في الحياة أو حب النفس والمظاهر، كما سلطت الضوء على دور الأب الفاعل في تربية أبنائه، والدور الكبير للمعلم وأفضاله في بناء الأجيال الواعدة، وحب الوالدين، وحدود الضيافة والكرم المقبولة، وانتهاز الفرص وحب المال، وأثر الغربة في تغيير الأفكار في سبيل الجاه وحب المال، والرغبة في العمل والمشاركة في بناء وخدمة الوطن.

وتجري جميع حوارات وأحداث وشخصيات المسرحيات في محيط عائلي واجتماعي قريب من القارئ وبيئته وأحداث حياته اليومية.

وكان المرهون قد كتب هذه المسرحيات منذ فترة، وأدخل على جميع المسرحيات تغييرات كبيرة، وأضاف شخصيات عديدة، وأظهر دورهم المهم بطريقة فنية في أحداث كثيرة لتكون أكثر حبكة، مع تسلسلها وتماسكها والحفاظ على علاقتها بالأحداث الأخرى، لتكون أكثر تأثيرًا في المشاهد والقارئ.

وأثمرت هذه التغييرات عن نتائج ومخرجات تسير في سياق الترابط وتصاعد الأحداث خطوة بعد خطوة، وتتابعت ثم تصاعدت مشكلة كل شخصية رئيسة في كل مسرحية، مع تصاعد انفعالاتها تبعًا لدورها الفاعل في أحداث كل مسرحية، وقد وضع المؤلف كل شخصية رئيسة بحيث تجد نفسها متورطة في مشكلة خاصة، ولا ترى مخرجًا لها بسهولة، وصاغ حواراتها بحيث تكون متداخلة مع حوارات الشخصيات الأخرى التي ترسم القصة الرئيسة للمسرحية، وقصص بقية الشخصيات.

وتؤدي كل الشخصيات في المسرحيات أدوارها للسير في الطريق الذي رسمه لهم المؤلف للوصول إلى أهدافهم، أو خروج كل شخصية من الورطة التي وضعها المؤلف فيها بطريقة ما، ومع ذلك ينتهي موقف كل شخصية إلى نهايتها الطبيعية ولكن غير المتوقعة، إلا مسرحية واحدة من الخمس مسرحيات، كانت نهايتها تراجيدية، وهي نهاية غير مألوفة فيما كتبه المؤلف من مسرحيات أخرى.

وحرص المؤلف واهتم بإمكانية تنفيذ المسرحيات وديكوراتها بتكلفة معقولة، وإمكانية الاستفادة وإيجاد فرصة مناسبة لإظهار حرفية الممثلين والفنيين، واستخدام تقنية العروض في الفنون الأخرى في المسرح، كما وفر في الحوارات والمواقف فرصًا إبداعية لتأدية الشخصيات والإخراج في عمل متقن، للتأثير المقنع، والدهشة غير المتوقعة في المتلقي.



error: المحتوي محمي