كيف تكون تربيتنا لأطفالنا مطابقة لتعاليم أهل البيت (ع)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا وشفيعنا أبي القاسم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين

(كيف تكون تربيتنا لأطفالنا مطابقة لتعاليم أهل البيت عليهم السلام)

نزولا على رغبة الكثير من المؤمنين بطلب بعض الروايات الشريفة الخاصة بتربية الأطفال وكيفية التعامل معهم طبق الضوابط الشرعية.

قبل البدء في الموضوع أوضح موقف توجيهي مباشر من والدنا سماحة آية الله العظمى والمرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني دامت بركاته والطافه.

في بعض زياراتي لمقامه الشريف وتشرفي بالجلوس بين يديه جاء وفد من الزوار من مختلف البلدان العربية ومن بينهم شاب مصطحبا طفلة صغيرة وكان والدنا دامت بركاته يوصي الحضور بالإهتمام بتعلم الأحكام الشرعية والمسائل الفقهية وخصوصا الابتلائية منها في أحكام الصلاة . …..وفي الأثناء بدت من هذه الطفلة وبطبيعة عمرها حركات تاره تصعد على صدر والدها وتارة تمسك بعنقه وتارة……فجأة أخذها بشدة واجلسها في هذه اللحظة حانت التفاتة أبوية تغمر العالم بأسره من والدنا دامت بركاته وفي الحال دار مسار حديثه الشريف بتوجيهات مباركة نحو الرحمة والعطف والحنان واللين والابتعاد عن القسوة والشدة في التعامل مع الأطفال وضرب مثال لو أن طفلة صغيرة تلعب وتعثرت في كأس وانكسر ينكلون بهذه الطفلة الصغيرة يا سبحان الله العظيم يقول هذه طفلة صغيرة لا تتحمل هذه القسوة بل كان من المفترض ان يهدؤا من روعها ويبينوا لها أننا تخوفنا عليك ويوضح لها أن تأخذ حذرها في المستقبل عندما تلعب لأننا نخاف عليك وهكذا حتى لا تتعلم القسوة والشدة من صغرها.

الله كم انت عظيم ايه المربي بقولك وبفعلك وأي ابوة أعظم من هذه الأبوة دامت بركاتك على رؤوس المؤمنين

أحببت أن أذكرها في مقدمتي كي تكون دافعا مشوقا لنا جميعا في تعاملنا بالرحمة والشفقة مع أطفالنا وأطفال الآخرين. فعليه سيكون موضوعنا على نحو المنهجية المختصرة
أولا:- مراحل التربية من منطلق الرواية الشريفة(الولد سيد سبع سنين).
وقد فصلت أحاديث أهل بيت العصمة عليهم السلام مراحل التربية – بحسب سنوات عمره – إلى ثلاث وهي:
1- السنون السبع الأولى (1 – 7).
2- السنون السبع الثانية (7 – 14).
3- السنون السبع الثالثة (14 – 21).

ووجهت روايات أهل البيت عليهم السلام إلى أهميّة ترك الولد بحرية في أوّل سبع سنين، ثمّ تأديبه ومراقبته ومحاسبته على أفعاله في السنوات السبع الثانية، ثمّ مصاحبته وإشعاره بنوع من الاستقلاليّة في السنوات السبع الثالثة. فعن نبيّ الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم: “الولد سَيّدٌ سبع سنين، وعَبْدٌ سبع سنين، ووزير سبع سنين”.
لذا سنبين في هذا البحث هذه المراحل الثلاث والبدء مع السنوات السبع الأولى.

السنوات السبع الأولى: 1 – 7
يستحب التلطف بالطفل،وقد ورد أن من قبل ولده كتب الله له حسنة ، وورد الأمر بأكثر تقبيله،معلا بأن لكم بكل قبلة درجة في الجنة مسيرة خمسمائة عام ، وورد الأمر ببر الأولاد بعد بر الوالدين.
لذا أكّد الإسلام في هذه المرحلة من عمر الولد على عدة أمور نعرض منها:

1- العاطفة والتلطف مع الأطفال:
دعا أهل البيت عليهم السلام إلى الاهتمام، في هذه المرحلة الحساسة من عمر الطفل، بالجانب العاطفيّ الذي له أثر كبير في مستقبل الطفل. فقد يولِّد الفراغ العاطفيّ وعدم الاهتمام بالطفل وملء كيانه بالحبّ والحنان، آثاراً لا تُحمد عقباها في المستقبل، وتشير بعض دراسات علم النفس إلى أنّ اللّجوء إلى العنف و المشاجرات مع الآخرين قد يكون أحد أسبابه عدم الاهتمام العاطفيّ بالطفل من قبل والديه. …. من هنا أكَّدت روايات الإسلام على ملء الجانب العاطفي، كما نلاحظ ذلك في كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لابنه الإمام الحسن عليه السلام: “وجدتك بعضي، بل وجدتك كلّي، حتى كأنَّ شيئاً لو أصابك أصابني، وكأنَّ الموت لو أتاك أتاني”.

2- الصبر على الأطفال:
وأمر الإسلام بالصبر على ما يلاقيه الوالدان من الطفل، لا سيَّما في السنين السبع الأولى التي يصدر فيها عن الطفل ما يرهق الوالدين، ويشغل بالهما، فكثيراً ما قد يبكي، وكثيراً ما قد يمرض، وكثيراً ما يشاغب في لعبه. وعلى قاعدة “الولد سيّدُ سبع” أمر الإسلام بالصبر على كلّ هذا مبيِّناً الأجر الذي يمنحه الله تعالى للوالدين، أو المصلحة للطفل حينما يكبر. ونعرض في ما يلي نماذج من الأحاديث الواردة في الصبر على الأطفال.

🔹الصبر على بكاء الأطفال
فقد ورد أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: “لا تضربوا أطفالكم على بكائهم، فإنّ بكاءهم أربعة أشهر شهادة أن لا إله إلّا الله، وأربعة أشهر الصلاة على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وآله عليهم السلام ، وأربعة أشهر الدعاء لوالديه”.

صلى الله عليه وآله وسلم – في ما ورد عنه -: “أحبّوا الصبيان وارحموهم، وإذا وعدتموهم شيئاً ففوا لهم؛ فإنّهم لا يرون إلاّ أنّكم ترزقونهم” ،

وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وآله وسلم: “إذا واعد أحدكم صبيَّه فلينجز”.
وعن الإمام أبي الحسن عليه السلام: “إذا وعدتم الصبيان ففوا لهم، فإنّهم يرون أنّكم الذين ترزقونهم، إنّ الله عزّ وجلّ ليس يغضب لشيء كغضبه للنساء والصبيان”.

البنت بركة
وأخبر نبيُّ الإسلام بركة الملائكة التي يسبّبها وجود البنات في البيت فعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: “ما من بيت فيه البنات إلاّ نزلت كلّ يوم عليه اثنتا عشرة بركة ورحمة من السماء، ولا ينقطع زيارة الملائكة من ذلك البيت يكتبون لأبيهنَّ كلّ يوم وليلة عبادة سنة”.

🔹بل ورد انه يستحب طلب البنات واكرامهن،وقد سأل نبي الله(إبراهيم )عليه السلام ربه أن يرزقه إبنة تبكيه وتندبه بعد موته.
وعن رسول الله صل الله عليه و آله إنه قال نعم الولد البنات

🔹الحث بتقديم العطاء بالبنات
ودعا الإسلام أن يبدأ الوالد بابنته حينما يريد أن أن يوزّع ما جلبه للأولاد. فعن نبيّ الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم: “من دخل السوق، فاشترى تحفة، فحملها إلى عياله، كان كحامل صدقة إلى قومٍ محاويج، وليبدأ بالإناث قبل الذكور”.
وفي الختام جعلنا وإياكم ممن يمتثل بقول سيدنا ومولانا سيد العابدين وأمام الساجدين
قال علي (عليه السلام ): ” وحق الولد على الوالد أن يحسن اسمه، ويحسن أدبه، ويعلمه القرآن ”
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين


error: المحتوي محمي