أكد الاختصاصي النفسي فيصل العجيان على ضرورة قراءة الوالدين عن خصائص مرحلة المراهقة والتي تتمثل في خصائص النمو لدى المراهق والخصائص الانفعالية والجسمية والعقلية لمعرفة كيفية طريقة التعامل المثلى له وفهم كيف يفكر وماذا تقتضي هذه المرحلة.
وبيّن أن عدم معرفة ذلك يجعل من الأخطاء أكبر وأنه كلما كانت لغة الحوار فعالة بين الوالدين وابنهما وبابهما مفتوح لاحتواء أبنائهم يكون المراهقون مطمئنين للحديث معهم عن مشكلاتهم وأخطائهم التي يقعون فيها، فيكون اللجوء الأول للأهل لحمايتهم وليس الآخرين.
جاء ذلك خلال استضافة المعلم هاني المعاتيق للاختصاصي النفسي فيصل العجيان للحديث حول المراهقة، وكيفية التعامل معها وما هو أخطر ما ينبغي الحذر منه فيها وأسوأ ما يمارسه الأبوان مع المراهق، عبر البث المباشر على برنامج الإنستغرام.
ولفت إلى أن الأسر المتسيّبة هي التي تنتج المشكلات في المجتمع حيث يساعدون الأبناء في التجاوز على المحذورات إذا تم تركهم بحرية تامة وعدم فرض القوانين عليهم، كما أن هناك مجموعات في الخارج تسعى إلى احتواء أبنائهم وتجنّدهم لرغباتهم الخاصة، مبيناً أن أغلب مروجي المخدرات يستخدمون أطفال الأسر المتسيّبة، فيما وضح أن الأسر المتسلّطة والعنيفة تنتج أبناء معقدين نفسياً ولهم رغبة في الانتقام والانحراف.
وشرح الفترة الزمنية التي يبدأها عمر المراهق مبيناً أن علماء النفس يختلفون في بدء المرحلة العمرية للمراهق فمنهم من يقول إنها تبدأ من سن الـ10 سنوات أو قبل وحتى يعرف الآباء أن المرحلة بدأت فإنه تظهر عليه علامات العناد واستقلال الشخصية لافتاً إلى أن الطفل إذا لم يمر بأزمة العناد في سن العاشرة فإنه يكون غير طبيعي حيث إن الطبيعي في هذا العمر هو العناد والمشاكسة وظهور أسئلة الهوية والتي تتمثل في؛ من هو؟ وهل يفخر بعائلته ونسبه ومنطقته ودينه؟ وهل المسلمات التي كانت لديه في الطفولة مازالت مسلّمات أم تغيرت؟ وسيكون في طور الاستكشاف والتساؤل كما سيبدأ في اختيار الأصدقاء وسيفكر الولد في الزوجة المستقبلية والفتاة في فارس أحلامها، وفي مهنته المستقبلية ومجال تخصصه.
ونوه بأن أسئلة الهوية تبدأ في ذهن المراهق ومن الممكن أن تظهر مع الحوار وإذا لم تبدأ في ذهنه فيعتبر متأخرًا كما يعدها البعض إعاقة في الهوية حيث إن المرحلة النموية تقتضي توجيه هذه الأسئلة.
وأوضح أن مرحلة المراهقة هي فطام في العلاقات واستقلال عن الوالدين مؤكدًا أنه في هذا الفطام ينبغي على الآباء السعي في تذليل العقبات عن طريق الحوار والقرب منه وعدم تخويفه منهم وجعله يتحمل المسؤولية عن طريق إعطائه نمطًا من الحرية.