«لمسة خضراء» بيد ابنة الثامنة بتول السدرة.. تشارك متطوعي «بيتي بستاني» في غرس 250 شتلة بسيهات

رغم صغر عمرها الذي لا يتعدى الـ8 سنوات، إلا أنها أصبحت أصغر متطوعة في مبادرة “لمسة خضراء”، لمركز “نعيم للعمل التطوعي” التابع لجمعية سيهات للخدمات الاجتماعية.

شاركت البتول عبدالله السدرة، المنحدرة من مدينة سيهات، يوم الاثنين 28 مارس 2022، ضمن أكثر من 50 متطوعًا ومتطوعةً في المبادرة التي أقيمت بمدرسة سعد بن الحارث المتوسطة بسيهات، بالتعاون مع مكتب وزارة الرياضة بالقطيف، تزامنًا مع أسبوع البيئة، تحت عنوان “بيئتنا مسؤوليتنا”.

ولعل نشأة “السدرة”، في بيئة مُحبة للمبادرات التطوعية بين والديها والمحيطين بها، جعلها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بكل معاني الخير والعمل التطوعي منذ صغرها، وتعبر عن حبها بالبذل والعطاء؛ لتضرب مثلًا يُحتذى به في حب العمل التطوعي.

وكانت بدايتها في العمل التطوعي وهي في الثالثة من عمرها، عندما رأت والدتها التي كان لها دور بارز في غرس مفهوم التطوع لديها، تشارك كمتطوعة في جمعية سيهات والمسجد؛ لتساعدها الطفلة في تنظيف المسجد بكل سعادة وتبادر سريعًا عقب كل صلاة بحمل كيس قمامة لوضع المخلفات به، إضافة إلى طلبها منها المساعدة في توزيع المياه على عمال النظافة في الشارع.

وصقلت هذه البيئة شخصية الطفلة وساعدتها على تنمية روح الانتماء للمجتمع وتحمل المسؤولية منذ الصغر؛ لتشارك في أي عمل تطوعي، وتنضم إلى فريق “أبناء الوطن” التابع لمركز نعيم للعمل التطوعي حديثًا.

وطور العمل التطوعي من شخصية “السدرة”، وأكسبها الثقة في نفسها، والأسلوب الراقي بالحوار، والمبادرة لمساعدة الآخرين في كل مكان تكون فيه؛ ليصبح التطوع سلوكًا إنسانيًا من أرقى السلوكيات للبناء النفسي للطفل منذ الصغر، وتعد قصتها مثالًا مشرفاً يحتذى به في العطاء ومساعدة الآخرين.

وفي سياق متصل، أوضح قائد فريق وحدة المبادرات في مركز “نعيم للعمل التطوعي” التابع لجمعية سيهات للخدمات الاجتماعية، محمد السيهاتي أن تنفيذ هذه المبادرة بدأ في مدرسة سعد بن الحارث المتوسطة بسيهات بالتعاون مع مكتب وزارة الرياضة بمحافظة القطيف، وأيضًا أمانة المنطقة الشرقية، وهدفها هو غرس حُب الزراعة، وإضافة لمسة خضراء في المدرسة والمنزل والعمل والحديقة وكل مكان؛ لبناء جيل مثقف واعٍ بأهمية التشجير.

وأوضح أن هناك ورشة عمل أُقيمت على هامش المبادرة، بقيادة فريق “بيتي بستاني” القائم عليها المهندس والخبير بالزراعة المائية مهدي الصنابير، حيث قام بالتطبيق العملي على أرض المدرسة بكيفية زراعة الشتلات الخارجية بطريقة صحيحة، إضافة لتقديم ورشة أخرى قدمتها بتول المدلوح؛ لتعريف المهتمات بالنباتات المنزلية كيفية اختيارها واحتياجاتها، وتعريفهن بالأساليب المعتمدة لتكاثر النباتات وأسمائها.

وأشار “السيهاتي” إلى أن المتطوعين والمتطوعات سيغرسون 250 شتلةً في الأرض القاحلة بالمدرسة، معقبًا: “الفعالية أقيمت قبل الغرس والتشجير بعدة أيام؛ لتنظيف الأرض من الشوائب والأوساخ وبعدها الحفر وتهيئة الأرض”.

وتابع: “هناك شجرتان في ساحة مدرسة سعد بن الحارث المتوسطة بسيهات، قام أحد المعلمين بزرعهما منذ 12 عامًا، لتتحول من شتلة صغيرة إلى شجرة شامخة وظل وجمال وراحة لمن نظر وجلس بقربها”، منوهًا بأنه يسعى ومن معه لأن تكون هذه الشتلات التي بادروا بغرسها بعد سنوات طويلة مثل هاتين الشجرتين وأن يستمروا بالعناية بتلك الشتلات ولا يهملونها.

واختتم “السيهاتي” حديثه بالتأكيد على استمرار هذه المبادرة طوال العام، فضلًا عن إرسال نشرات توعوية بكيفية الاهتمام بالنباتات الداخلية والخارجية، وأسمائها وأنواعها وطبيعة كل نبتة، إضافةً إلى تكوين فريق من طلاب المدرسة للاهتمام والعناية بالأشجار، وتطبيق هذه المبادرة في مدارس أخرى، وإنشاء فرق تطوعية من الطلاب للعناية بالأشجار.




error: المحتوي محمي