في شهر واحد فقط، وهو شهر مارس الذي لم يبقَ منه سوى بضعة أيام، يحتفل العالم كله بمناسبتين عالميتين كبيرتين تخصان المرأة، ما جعل الكثير من المنظمات، والمؤسسات المدنية، والإنسانية تُطلق عليه “شهر المرأة”.
وكما هو معروف؛ فإن شهر مارس “آذار” هو شهر الحب، والربيع، وبداية اعتدال الأجواء، والمناخ في أغلب دول العالم.
ففي الثامن من شهر مارس من كل عام، يحتفي البشر باليوم العالمي للمرأة، وهي مناسبة أممية أقرتها منظمة الأمم المتحدة منذ سنوات طويلة، وتحديدًا في عام 1977، حيث دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة كل الدول الأعضاء لإعلان الثامن من مارس يومًا عالميًا للمرأة، تقديرًا، واعترافًا بقيمة، ومكانة المرأة كشريك أساسي في تنمية المجتمعات، وصنع حضارة الأمم، ومنذ ذلك الحين، وهذا الحدث الدولي الكبير، يُمثّل صرخة مدوّية في وجه كل تلك المعاناة، والتحديات التي واجهت المرأة في مسيرتها الطويلة، والحافلة، اليوم العالمي للمرأة، وثيقة مجتمعية تؤكد إيمانها العميق بحقوق، وواجبات المرأة تمامًا كشريكها الرجل في هذه الحياة.
أما في الواحد والعشرين من شهر مارس من كل عام، وهو قبل يومين، والذي تزامن مع حلول فصل الربيع، وهو فصل الحب، والبهجة، والعطاء؛ فتحتفل دول العالم بأجمل مناسبة في العام بأكمله، وهي اليوم العالمي للأم، وقد مرت هذه المناسبة الجميلة بالكثير من المنعطفات، والمسميات، إلى أن استقرت أغلب دول العالم باعتبار الـ 21 من مارس من كل عام يومًا عالميًا للأم، تكريمًا للأمهات والاحتفاء بما قدمن من عطاءات وإنجازات، لعل أولها، وأهمها على الإطلاق هو إنجاب البشر، وتربية الأجيال.
والمرأة، الأم والزوجة والأخت، والبنت، بل والمرأة على وجه العموم، هي مصدر الحنان، ومنبع الأمان، وهي عاصمة القلوب، ومنتهى كل الدروب، والكتابة عن المرأة وخاصة الأم، كتابة لا يمكنها الالتزام بقواعد اللغة، وكتابة لا يمكنها الوفاء بوعدها؛ فالأم هي الجوهرة الثمينة التي تشع نورًا، ورحمة، وتضحية في حياة كل البشر، وهي هدية السماء التي لا تُقدر بثمن أو توصف بحروف، وهي أيقونة العطاء الذي لا ينضب أو ينفد، وهي أجمل مخلوق على وجه الأرض، وهي أحد مفاتيح الجنة التي جعلها الله تحت أقدامها.
يقول الأديب، والمفكر اللبناني الشهير جبران خليل جبران “1883-1931”: “الأم هي كل شيءٍ في هذه الحياة، هي التّعْزية في الحزن، الرّجاء في اليأس، والقوّة في الضّعف”..