أصدقائي العزاب، أعطيكم الخلاصة من ذيلها، تزوجوا فإن أسعد مشروع والأقل كلفة هو مشروع الزواج. تقولون كيف وهو يكلف كيت وكيت من المال؟ وأنا أقول لكم: حضرنا عقد زواج قبل مدة قصيرة وكان المهر ثلاثون ألف ريال فقط لا غير!
صديقكم ليس بمجنون، والزواج ليس المهر فقط! لكن عندما تزوجت قبل عدة عقود كان مهر الزواج خمسة عشر ألف ريال؛ ما يعني أن مهر الزواج تضاعف مرتين فقط -أو أقل-! قولوا لي: كم تضاعف سعر الأرض.. سعر السيَّارة.. سعر الذهب.. كلفة المنزل، الأكل والشرب، وغير ذلك من مستلزمات الحياة الضرورية وغير الضرورية؟!
الحياة تسير والعمر يمر ولو قيست المشاريع بمردودها وأرباحها، لما كان في الحياة مشروع يعطي عائدًا على الاستثمار فيه أعلى مما يعطيه الزواج، لباس.. ولد.. استقرار.. سعة في الرزق وثواب. بربكم دلوني على مشروع يضمن ولو جزءًا صغيرًا من هذه المنافع وأقول لكم أنتم على حق!
عن رسول الله (صلى الله عليهِ وآله): “من زوج أخاه المؤمن امرأةً يأنس بها وتشد عضده ويستريح إليها زوجه الله من الحور العين وآنسه بمن أحبه من الصديقين من أهل بيته وإخوانه وآنسهم به”. يأنس بها.. تشد عضده.. يستريح إليها! أليست كل هذه من أجمل منافع الزواج؟ أكاد أجزم أن مبلغ المهر في هذه الآونة لقلته يكاد يكون تزويجًا مجانيًا بالمعنى الحرفي!
لا يمكن فلسفة بقاء المهر في منطقتنا على ما هو عليه إلا أن المرأة لا يهمها المال، إنما يهمها ذلك الشاب الطيب الطموح الكاد الذي يكون لها سكنًا وتكون له سكنًا! اشترى أحد الأصدقاء الشباب دراجة نارية للنزهة، وقال لي إن قيمتها أكثر من تسعين ألف ريال! ما يعني ثلاث مرات من مهر وصداق امرأة في مجتمعنا! أليس في هذا مسامحة بديعة؟!
أفضل نساء أمتي أصبحهن وجهًا وأقلهن مهرًا.. خير الصداق أيسره.. تياسروا في الصداق! عينات قليلة جدًا من وصايا النبي محمد صلى الله عليه وآله في مدح قلة المهر والصداق، وهذا حاصل في مجتمعنا الخير، فماذا ينتظر العزاب أكثر؟!
لعل من في القراء الكرام من يقول: لماذا هذه الخاطرة والدعاية للزواج؟ بكلِّ أسف ألتقي بعض الأصدقاء الشبَّان وهم يكبرون يومًا بعد يوم وكأنهم ينتظرون معجزة؛ حورية من الجنة وبالمجان تنزل عليهم من السماء ثم يتزوجون! خذوها الآنَ في الدنيا وهي لكم في الجنَّة يجددها الله ويحسنها كما يجددكم ويجملكم آنذاك!