ألقى الدكتور علي حبيب بوخمسين محاضرة بمنتدى الخط الثقافي برعاية الإعلامي فؤاد نصر الله، وإدارة عبدالله الجبلي تحت عنوان “مستجدات الاستثمار وتحديات المرحلة”.
وعالج الدكتور بوخمسين خلال المحاضرة محاور اقتصادية متعددة في هذه المرحلة الحرجة؛ حيث قدم رؤية بانورامية سريعة عن عالم الاستثمار في هذا العالم السحري الجذاب الذي تنمو فيه الأموال وتتعاظم قيمتها لدى البعض، وبين أنه تنشأ في هذا العالم إمبراطوريات المال والأعمال وتولد فيه كبريات الشركات الناجحة وما تسمى بالشركات المتعددة الجنسيات، التي تقود الاقتصاد العالمي وتؤثر في كل مجرياته.
وأضاف أنه من جهة أخرى يشهد من يخسر ثرواته ويرجع لنقطة الصفر، وأن هناك من يرجع من رحلته الاستثمارية محملًا بالخسائر الجسيمة، موضحًا الأسباب التي جعلت البعض يحقق أرباحًا كأفراد أو كشركات أو حتى دول وما الذي يسبب الربح أو الخسارة.
وبيّن أن ذلك هو الإلمام بأصول الاستثمار والإحاطة بأدواته وإتقان استخدامها بالشكل الصحيح، في الوقت الصحيح، كما استعرض أهم متغيرات الاستثمار الكلاسيكي ومستجدات هذا العالم وما هي الفرص الحديثة فيه.
وسلط الضوء على عالم الواقع الافتراضي؛ عالم الميتافيرس، هذا العالم الذي جاء ليكون بديلًا للعالم الواقعي وبيّن كيف يمكن الاستفادة منه ومخاطره المحتملة.
وعرف خلال المحاضرة مفهوم الاستثمار وأهميته للفرد والمجتمع وعلاقته بالاقتصاد الوطني وما هي أنواع الاستثمار والمرور بأهم قنوات الاستثمار الكلاسيكي؛ مثل الاستثمار بالأسهم والذهب والاستثمار العقاري وصولًا لقنوات الاستثمار الحديثة مستشرفًا عالم الاستثمار بعد الوقوف على مخاطر الاستثمار، موجهًا أهم النصائح للمستثمرين.
وتحدث عن تحديات الاستثمار في الوقت الحالي ولماذا يجب أن نفهم هذه التحديات لنعرف كيف نبني قرارًا استثماريًا مناسبًا في ظل هذه الحرب الدائرة ونعرف كيف نستفيد من هذه الصراعات السياسية الدائرة.
وتكلم د. بوخمسين عن أبرز التحديات والمخاطر التي تواجه الاستثمار في العام 2022م عالميًا والمتمثلة في كورونا وأوكرانيا.
وشرح أبرز المحاور التالية: لا جدال بأن الاقتصاد العالمي ككل، والاستثمارات الدولية على وجه الخصوص تعرضت لهزات ضخمة نتيجة وباء كورونا خلال العامين الماضيين، وأبرز التداعيات السلبية لوباء كورونا على الاستثمار العالمي كانت في 2020، وانخفاض تدفقات الاستثمار العالمي بنسبة هائلة بلغت 35%، ومن المتوقع أن تحمل تدفقات الاستثمار العالمي هذا العام 2022 بعضًا من الملامح الاستثمارية للعام الماضي، والقصور الراهن في سلاسل التوريد بما يعنيه ذلك من احتمال أن تنخفض التدفقات الاستثمارية في هذين المجالين سواء من حيث القيمة أو العدد في 2022، ومن المتوقع عدم تمتع القطاعات الصناعية واللوجيستية بجاذبية حتى يستعيد الاقتصاد الدولي عافيته التامة، وأبرز الاتجاهات الاستثمارية في هذا العام ستضع في اعتبارها أن العوائد الاستثمارية السهلة قد انتهت بالنسبة للأسهم والائتمانات وسندات الخزانة الأمريكية، لكن لا تزال هناك جاذبية للأسهم الأوروبية واليابانية، والمتوقع أن تؤدي عمليات الاستحواذ والاندماج وتنامي عمليات إعادة الشراء إلى أن تحقق الأسهم الأوروبية عائدًا بنسبة 8%، ومن المتوقع أن أبرز الاتجاهات الاستثمارية ستتركز في مزيد من الاستثمارات في الصناديق المتداولة في البورصة وتحديدًا الصناديق التي تركز على قطاعات محددة، وأن الاتجاه العام للاستثمار خلال العام الجاري سيتحدد في الجزء الأكبر منه بوضع الاقتصاد الصيني والقدرة الاستثمارية للصين ونمط الاستثمار الأجنبي المباشر لرجال الأعمال والحكومة الصينية، وارتفاع أسعار النفط والغاز، فضلًا عن المعادن الرئيسة المستخدمة في صناعة السيارات والإلكترونيات إلى أدوات المطبخ والبناء بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، ومن المتوقع أن تؤدي الأزمة الروسية الأوكرانية إلى استقطاب اقتصادي يحدث تغييرات جذرية في هياكل التجارة الدولية، ومن المتوقع أن تلعب السعودية دور البنك المركزي العالمي لمحاولة إعادة الاستقرار إلى أسواق الطاقة والاقتصاد العالمي عمومًا كما يمكن لقطر أن تلعب دورًا مشابهًا وإن كان أقل نسبيًا في مجال احتياجات الغاز، وأن البعض يشير إلى أنه في 2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا لم تحدث أي مشكلات جوهرية في سوق الطاقة العالمية، رغم العقوبات الدولية التي فرضت على روسيا، ومن المتوقع أن تؤدي الأزمة الروسية الأوكرانية إلى عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي خاصة في الجانب الغذائي مما يعني أن العالم سيواجه إشكاليات في سلاسل الإمدادات سواء الجوية، أو البحرية، أو البرية مما سينعكس على حجم السلع المتداولة في العالم، إضافة إلى ارتفاع فواتير شركات التأمين على البضائع مما سينعكس على الأسعار حيث سنشهد موجة من ارتفاع السلع، وخاصة في منطقة الخليج العربي التي تعتمد على استيراد غالبية السلع من الخارج.
وشهدت المحاضرة حضورًا لافتًا، وقدم عدد منهم مداخلات وتساؤلات محورية من كل من: المهندس أديب الخنيزي، وحسين الدبيسي، ود. ماهر السيف، والمهندس فيصل سلمان المحفوظ، ود. زكي نصر الله. أجاب عنها الدكتور بوخمسين إجابات وافية.
وفي الختام، قدم كل من الدكتور زكي نصر الله والدكتور عادل أبو السعود درعًا وشهادة تقدير للضيف ومدير المحاضرة.