من سيهات.. إيمان القلاف تتميز ببحث الدكتوراه في سويسرا.. و13 ألف شخص يحولونه لأول مرجع لتقييم صحة الإنسان

حصل بحث الدكتوراه للباحثة إيمان عيسى عبد الله القلاف على التميز في جامعة لوزان في مدينة لوزان بسويسرا، بعد أن جمعت فيه ما يقارب 13 ألف شخصٍ، لتكون بذلك أول طالبة دكتوراه سعودية في سويسرا تقدم أكبر بحث مميز لأكبر عدد من شرائح المجتمع في أكبر عيادة للأوبئة بجنيف.

البحث الذي يتكلم عن “المأخوذ الغذائي والطاقة والنشاط البدني”، عملت عليه باحثة الدكتوراه القلاف بأدوات بحث حديثة هي “Stata 14” وهي أدوات استخدمت لأول مرة في أوروبا لتحليل البيانات الطبية وتعطي نتائج مؤكدة.

وسعَتْ من خلاله إلى تحليل بيانات الشرائح التي اختارتها لبحثها، والتي تعود لقرابة العشرين عامًا؛ حيث شملت الفئة العمرية من 34 عامًا إلى 75 عامًا، من سكان مدينة جنيف منذ عام 1993م، حتى الآن، وذلك بالنظر إلى عدة عوامل للقيام على تحليل البيانات، ومن تلك العوامل؛ الأمراض المزمنة والسمنة، والحالة الاجتماعية، والتدخين، والمستوى التعليمي لكل فرد، والاقتصادي، وعدد من العوامل الأخرى.

ملخص لـ البحث الأكبر
ولخصت الدكتورة إيمان لـ «القطيف اليوم» تفاصيل بحثها بقولها: “المأخوذ الغذائي هو عبارة عن العناصر الغذائية من الفيتامينات والأملاح المعدنية، ونحن نجد أن هناك علاقة بين النشاط البدني والطاقة مع تلك العناصر؛ مثلًا هل الفئة النشيطة تتناول الفيتامينات بشكلٍ كافٍ أو قليل، بالتأكيد وجدت من خلال بحثي أن من يمارس النشاط البدني تكون لديه نسبة العناصر الغذائية مرتفعة إذا قارنّاه مع غير النشيط، على سبيل المثال نجد نسبة الكالسيوم عند ممارسي النشاطات البدنية مرتفعة بعكس غير الممارسين لها فسنجدهم يعانون من نقصه، وبالتالي فإن ذلك النقص يؤثر على صحتهم”.

صعوبة وتعاون
استطاعت ابنة سيهات أن تجمع تلك المعلومات التي تعود إلى 20 عامًا تقريبًا من عيادة علم الأوبئة في مستشفى جامعة جنيف بقيادة البروفيسور إدريس جيسو وإحدى العيادات المتنقلة “Bus Santé”، إلا أن جمع البيانات لم يكن سهلًا أبدًا -حسب وصفها-، مبينةً أنه متعب جدًا مما اضطرها للتعاون مع خبراء في كندا وجنيف ولوزان.

وأضافت أن في كل عام يكون هناك متطوع من الذكور والإناث تُجمع بياناتهم وتُحفظ للرجوع إليها عند الحاجة.

لماذا البالغين؟
وذكرت أنها اختارت فئة البالغين وتحديدًا العمَّار المخصصة في بحثها لأنها أكثر الفئات المعرضة للإصابة بالأمراض المزمنة؛ ومنها الضغط والسكري، وكلما تقدم عمر الإنسان يقل معدل الأيض، وهذا يرتبط بالحركة والعمر والجنس.

تعمل القلاف في بحثها الذي ينتظر أن يكتمل قريبًا، مع بينجت كايسر؛ أفضل بروفيسور على مستوى أوروبا، ومن المتوقع أن يكون بحثها أول مرجع لتقييم صحة السكان في سويسرا.

أما عن الفائدة التي سيتركها البحث بعد إتمامه، فقالت: “سيكون مرجعًا لتقييم صحة السكان في المملكة العربية السعودية؛ لأنه حتى الآن لا يوجد دراسة على نفس العوامل وعلى نفس الفئات العمرية وعلى مدى سنوات طويلة، كي يكون مرجعًا في مركز الأبحاث بالسعودية”.

وأكملت: “لا أخفي عليكم هناك تعاون معي ويُطمح في مشاركتي من أهم الجامعات بوطني الحبيب السعودية، كجامعة الملك فهد للبترول، والمعادن، وجامعة الملك سعود”.

عن إيمان..
الدكتورة التي أنهت رسالة الماجستير خلال ابتعاثها بعثة إلى أستراليا، وأكملت تعليمها وتم ابتعاثها بعدها مباشرةً لتكمل الدكتوراه لم تكن في طفولتها تحلم بعالم الطب أو المجال العلمي على وجه العموم.

تستعيد ذكرياتها كطفلة، وتقول: “كان حلمي أن أكون معلمة لغة عربية؛ لأنني أحب الكتابة والرسم بشكل كبير، وبعد أن كبرت تبدل حلمي، وبدأت أراني ألبس معطفًا أبيضَ وأكون طبيبة أسنان ويسبق اسمي لقب الدكتورة، عندها قررت أن أضع الكتابة والرسم جانبًا كهواية”.

وتمضي في ذكرياتها: “في المرحلة الثانوية بدأت معالم مستقبلي تتضح لي أكثر، فقد كنت أرى نفسي وأنا أتوج بمرتبة علمية عالية وكنت متيقّنة من ذلك -دون غرور-، ذلك لأنني دائمًا أكون من المتفوقات في صفي”.

وها هي اليوم ترى أن الصورة التي رسمتها لنفسها قريبةً جدًا مما كان في مخيلتها بعد أن تخرجت في تخصصها الأول؛ “أبحاث إكلينيكية”، ووضعت خطواتها في تخصصها الثاني؛ دكتوراه في علوم الحياة، وعلوم الرياضة.

فصول من حياتها
بعد تخرجها في جامعة الملك فيصل بالأحساء لم تحصل إيمان على وظيفة، بعد أن وقفت “الخبرة” حائلًا في ذلك، إلا أنها تقدمت للعمل كمتطوعة بأحد المستشفيات لعدة أشهر، وبعدها التحقت مباشرة في نفس عام تخرجها بالبعثة إلى أستراليا في جامعة فليندرز، ودرست دبل ماستر، ثم التحقت بالبعثة إلى فرنسا لدراسة اللغة فقط، وبعدها أكملت مشوار ابتعاثها بمرحلة الدكتوراه في سويسرا، والعمل بين جامعتي جنيف ولوزان ومستشفى جنيف ولوزان.

أيدٍ تصفق للنجاح وتدعمه
تحكي القلاف بكل فخر عن عائلة محبة كانت داعمها الأول للوصول إلى ما هي عليه الآن، وتقول: “منذُ بداية غربتي إلى الآن؛ أي في مرحلة الدكتوراه كان الداعم الأول لي والدي ووالدتي، بعدهما تأتي بقية عائلة القلاف، فأنا ولدت في عائلة زرعت في جميع أبنائها حب التعليم، فطالما أكدت لي عائلتي أن أهم شيء بالحياة الشهادة العلمية”.

وتابعت: “في مرحلة الدكتوراه كانت عائلتي الصغيرة المكونة من زوجي وأطفالي بمنزلة السند الذي أتكئ عليه في غربتي، فهم داعمي المميز لأنهم عاشوا كل تفاصيل دراستي وتعبي وشاركوني في أدقها، فكوني زوجة وأم وطالبة في ذات الوقت جعل الجهد مضاعفًا على كاهلي إلا أن ذلك الجهد يزول بتشجيعهم لي، وسنكوي تعبي وتعبهم معي قريبًا حين أرتدي لباس التخرج”.

وختمت بقولها: “أما الداعم الأكبر لي في مرحلة الدكتوراه فهو البروفيسور بينجت كايسر والدكتور محمد فوزي، ولا أنسى أن أوجه شكري للعديد من الأقارب والأصدقاء، فكل شخص في حياتي كان له دور في دعمي لا يمكن أن أنساه أو أتجاوزه”.



error: المحتوي محمي