السيد علي السلمان منظومة من العطاء

تعرّفت على سماحة السيد علي الناصر -حفظه الله- خلال حج عام 1412هـ باعتباري أحد الملتحقين بالحملة للحج في ذلك العام، وكانت السمعة الرائعة للحملة التي كان هو سنامها تطوق المنطقة بكاملها، حيث كانت تلك الحملة حينها تمثل قفزة نوعية في قطاع حملات الحج وتقدم تطبيقاً عملياً مختلفاً لحملات الحج على مستوى المملكة.

حينها كان لدى هاجس واحد فقط وهو أن أكون القطيفي الوحيد في تلك الحملة المباركة، فكانت المفاجأة أن نسبة معتبرة من حجاج تلك الحملة كانوا من القطيف، وكانت تلك النسبة تزداد سنوياً.

ما رأيته في تلك الرحلة الإيمانية يكشف ويعبر عن مخزون العاطفة الصادقة والبذل الكبير والحب العميق الذي يكنّه السيد للناس، كما يكشف أن للسيد علي الناصر -حفظه الله- إجلالًا وتقديرًا يتجاوز منطقة الأحساء العزيزة، فالقطيف هي إحدى المناطق التي ومنذ عقود تعرف وتجل سماحة السيد علي الناصر، كونه شخصية دينية بارزة جامعة لها من الشأن الرفيع والإجلال والحب الكبير، فهو ابن الحوزة الدينية وصاحب دور ديني واجتماعي بارزين أنشئ من خلالهما أجيال إيمانية في فترات كانت المنطقة تعج بالكثير من الأحداث والتموجات الاجتماعية المختلفة.

لقد كان لانتقال السيد -حفظه الله- لمدينة الدمام ونشاطه الديني فيها عظيم الأثر، حيث كانت إقامته لصلاة الجماعة في المسجد الذي أنشأه في الدمام عظيم الأثر للتواصل المباشر مع الناس عامة بما فيهم أهالي القطيف.

أطل سماحة السيد على المجتمع القطيفي منذ عقود -دون حصر- عبر مسجده وحملة الحج التي كان يقودها، واليوم يعبر سماحته عن حبه لبلده بأسلوب آخر وهو قيامه بسد ثغرة في المنظومة الصحية بالمنطقة عبر تبرعه السخي بإنشاء مركزين صحيين اثنين لينضما إلى منظومة الخدمات الصحية بالقطيف.

على المستوى الوطني، قد يمثل تبرع سماحته السخي بإنشاء هذين المركزين الصحيين في القطيف والذي تضاعفت قيمته حتى تجاوزت حتى الآن الأربعين مليون ريال رأس جبل العطاء الذي يمكن أن يشاهده كل الوطن القريب والبعيد، البصير ومن تعوقه الرؤية، لكنه بالنسبة لأهله في المنطقة الشرقية يظل هو منظومة من العطاء التي قدمت الكثير على مدى عقود من الزمان، سواء على مستوى الحوزة العلمية أو على مستوى التربية والتهذيب الإيماني لأجيال من أبناء المنطقة، حيث تميزت هذه الشخصية بأسلوب ومنهج منفتح ومميز في التعامل مع مختلف طبقات وأطياف المجتمع، كما كان لهذه الشخصية دور وطني في التواصل مع مختلف الجهات الرسمية لتعميق التواصل مع قيادات الوطن وتذليل مختلف الصعوبات التي تطرأ هنا وهناك خلال فترات مختلفة.

إن مبادرة منتدى الثلاثاء الثقافي في اختياره سماحة السيد علي الناصر الشخصية المكرمة لموسمه الثقافي الثاني والعشرين هي محاولة لجمع شذرات من هذا العطاء الجم وخطوة متواضعة لتعريف أبناء الوطن الواحد بهذه الشخصية النموذجية القدوة الذي امتد عطاؤها لعقود في خدمة أهلها ووطنها.



error: المحتوي محمي