قادت الصدفة المحضة للعثور على وقفيتين تعودان لأواخر القرن الثالث عشر الهجري، وذلك خلال عمليات هدم الحسينية العودة في الدبابية بالقطيف.
وتعود الوقفيتان للعام 1294 الهجري، وهما عبارة عن وقف أجزاء القرآن الكريم الذي يتكوّن من 30 جزءًا، أوقفهما المرحوم الحاج محمد علي بن الحاج محمد الجشي لفواتح وتعازي المؤمنين في قرية الدبابية، وفي ختم الحسين عليه السلام.
وتنص الوقفيتان على إمكانية الاستفادة من الوقف في القرى القريبة منها، وهي الكويكب والشويكة ومياس على أن تعاد إلى الدبابية في مدة لا تتجاوز الثلاثة إلى خمسة أيام، (ويبد حسب الظاهر أنها تعود إلى حسينية العودة بالدبابية).
وسُلمت الوثيقتان لحفيد الواقف علي بن سعيد بن منصور الجشي المسؤول عن أعمال هدم وإعادة بناء الحسينية حاليًا.
وتظهر أهمية هذه الوثائق في كشفها جانبًا من مكانة وطبيعة الأوقاف في حياة الأهالي بتلك الحقبة، إلى جانب تأريخها لتاريخ وطبيعة المناطق قبل أن يصل إليها الزحف العمراني وتحولها إلى أحياء بعد أن كانت قرى متناثرة.
وتقع “الحسينية العودة” أي الكبيرة والتي تعد من أحد أقدم المآتم في القطيف، شمال حي الدبابية وتطل على شارع الشيخ جعفر الخطي وسط مدينة القطيف ويجاورها من الناحية الشرقية المنزل الذي سكنه العلامة الشيخ منصور المرهون وأبناؤه الكرام الشيخ علي والشيخ محمد حسن – رحمهم الله جميعًا- وكانت دروس العلامة المرهون تقام في هذه الحسينية المباركة.
وكانت الحسينية مكونة من المبنى الرئيسي (المربعة) وفي الخارج بهو مفتوح به بئر ماء وسدرة، بالإضافة إلى ملحق به مطبخ ومخزن ولها دروزاتان، شرقية من داخل الحي وأخرى شمالية تطل على الشارع.