بلغة الحبّ والتكريم، بصوت الوفاء والاعتزاز احتضنت جدران صالة علوي الخباز للفنون أعمال الفنان الراحل الحمران.
٩٧ لوحة تراقص في بعضها اللون كصهيل خيول تقارع الريح جعلت الحضور أمام كرنفال لوني يحكي تفاصيل حلمِ بمسافات أبعد من حدود المكانِ مقطوعات موسيقية لونية توحي برقصة صوفية لحياة لا تهدأ معاركها، توحي بصراع الفنان لأكثر من عامين مع المرض بشجاعة، توحي بالإصرار ولا للاستسلام، توحي بالتحدي ونعم للحياة، أن تكون راسيًا في خضم الحركة، أن تنبض بالحياة وسط السكون، كأنها رسائل لونية تتشكل معها دواخل المتلقين بألوانها كما يستشعرون؛ حب – فُقد – فرح – خوف – تمرد – تحدي.
اللوحات التجريدية والواقعية كان في كل لوحة منها حديث آخر يكفي أن يقف المتلقي على ضفافها لتسرد له مختلف محطات الفنان أو يعايش معها أساليبه العديدة ويلامس صوت الحلم الذي اكتمل بأصدقاء الفن.
سيبقى صوت الحلم يتناقله أهل الفن جيل بعد جيل، سيبقى الحنين مختنقًا بآهات الوداع في محاجر محبيه، سيبقى الحمران سفير اللون قامة فنية لن تتكرر.
قالوا رحل الحمران، قلت هل يرحل من وهب البياض لونًا؟! من نسج من ألوانه رقصات تلو أخرى، تسافر كما تسافر الريح؛ لتستقر بعد انتصار معركة مبتهجة. قالوا غاب الحمران، قلت ذاك قميصه المسربل بالحكايا، وتلك فرشاته وعلى الجدران لوحاته مبتسمة. قالوا مات الحمران، عجبًا! فمازلت أسمع صوت حلمه يدق كالطبول، واليوم هاهنا حلمه قد اكتمل مبسمه. قالوا توسد التراب! قلت ماذا عن أهله وصحبه فقبره هناك، بأضعلهم قد توسّده.