القديح..ورشة عمل تربط «وقاحة» و«تخريب» المراهق بـ نقص حب وحنان والديه

استضافت لجنة الهاتف الاستشاري بجمعية مضر الخيرية مساء يوم الأحد في مبنى الجمعية بالقديح المستشار الأسري والتربوي عبد الهادي البريه لإقامة ورشة عمل مجانية حول التعامل مع المراهقين، وقد شهدت الورشة حضورًا جيدا من الجنسين.

وأشار البريه إلى أن الخطوة الأولى للتعامل مع المراهق تكمن في أن تكون نموذج قدوة لابنك المراهق، ولا تفترض الكمال فيه، وأن المحاضرات والأوامر لا تجدي نفعاً مع الأبناء، فنحن عادةً نقلد ما نرى ولا نقلد ما نسمع. وعليه فإن العلاقة بين الوالدين والأبناء لن تكون سليمة مالم تكن العلاقة بين الأب والأم سليمة وقائمة على الحب، الاحترام، التفاهم والثقة المتبادلة.

وأكد أيضًا على تقبل الابن كما هو بمستوى قدراته دون الضغط عليه ورسم نموذج متكامل له ليسير عليه.

وأوضح أن المراهقة تعتبر مرحلة انتقالية من الطفولة إلى الرجولة تبدأ فيها التغيرات الجسمية، العقلية، الاجتماعية، والنفسية، والتي تكون سبباُ لصراعٍ داخليٍ لدى المراهق مما يجعله عنيفًا أحيانًا ومتمردًا أحيانًا أخرى، وهذا الصراع يولد لديه حيرةً بين رغباته و التعاليم الدينية على سبيل المثال، وميلاً للانطواء والخجل إما بسبب الدلال الزائد أو القسوة المفرطة، أو ميلاً للسلوكيات المزعجة لعدم حصوله على الاحتياجات النفسية من أسرته.

وتابع : وتتنوع المراهقة بين فرد وآخر -بحسب قوله- ، فتارةً تكون مراهقةً سويةً خاليةً من المشاكل والصعوبات، أو مراهقة انسحابية ينعزل فيها المراهق عن الناس ويفضل الوحدة، أو مراهقة عدوانية يميل فيها المراهق إلى افتعال المشاكل، أو مراهقة جامحة ينحرف فيها المراهق تمامًا كأن يدمن على المخدرات مثلاً وهي من أخطر أنواع المراهقة الأربع.

ونوّه إلى أن تصرفات المراهق لها مسوغاتها وكل سلوك يبدر منه هو نتاج حاجة داخلية لديه. فالسلوكيات العدوانية قد تكون سببًا لرغبته بإثبات شخصيته وإثبات عدم قدرة الآخرين على التحكم فيه. لذلك لا يجب على الوالدين الغضب منه أو محاربته بل إعطاؤه صلاحيات أكثر، وبيّن أن -الوقاحة، التخريب، النظر بحدة للآخرين- كلها تصرفات تدل على نقص الحب والحنان الذي يعاني منه المراهق من قِبل والديه.

واختتمت الورشة بأهم طرق التعامل مع المراهق والتي تتمثل في احتوائه وإعطائه الحنان والمحبة والثقة، النظر إلى إيجابياته وعدم التركيز على سلبياته، عدم مقارنته بأقرانه أو أقاربه أبدًا، إعطاؤه حقوقه وحريته واحتياجاته النفسية، احترامه واحترام اختياراته وذوقه وجسده، إثبات ذاته باعتباره صديقًا لا ابنًا، والاعتذار منه عند الخطأ عليه.

وقد كان تفاعل الحضور باديًا مع البريه، وأبدوا إعجابهم بالورشة ووضوح محاورها.

الجدير بالذكر أن لجنة الهاتف الاستشاري بنسائية خيرية مضر تستقبل اتصالاتكم واستشاراتكم التربوية والنفسية مع المراهقين كل أحد وأربعاء من السادسة وحتى الثامنة مساءاً على الرقم 0539113345.


error: المحتوي محمي