برنامج محاضرات العبيدان النقدي يكرّم نقّاده

كما جرت العادة السنوية كرّم برنامج محاضرات الشيخ محمد العبيدان النقدي النّقّاد والمحللين لتلك المحاضرات لموسم عاشوراء محرم هذا العام ١٤٤٣ هجرية في حفل بهيج حضره جمعٌ كبيرٌ من العلماء والخطباء وعامة المجتمع من القطيف والأحساء غص بهم مقر الاحتفال وقد تألق فيه مقدم البرنامج وعضو اللجنة المنظمة الأستاذ محمد أحمد الجارودي حيث أدار فقراته بكل جدارة وإتقان مميزين، وتخلل الحفل عدة كلمات من أبرزها كلمة ألقاها الناقد الأستاذ علي الغاشي أوضح فيها ماذا يعني الخطاب المنبري للجيل الصاعد وما هي الفوارق بين الأمس واليوم وما هو الهدف من النقد، مطالباً بتجديد الخطاب الديني بما يتماشى ويناسب عصرنا الحاضر ومعاملة المستمعين بلطف ولين لا بقسوة وشدة وإيصال المعلومات المستحدثة بطريقة إيجابية محببة، وكان حقاً موفقاً في طرحه مستعرضاً النقد البنّاء وتقبله ليكمل كل منهما الآخر ويصب في المصلحة العامة بكاملها ويثبت نتاج الطرح الصحيح ويصمد في وجه التحديات خصوصاً عند تساؤلات أبناء المجتمع الحداثيين أو من المناوئين للمذهب، وقد فصل ما يريده في أربع نقاط ملخصها ما تم ذكره.

حقيقة يستحق هذا البرنامج المثالي النوعي الآحادي في منطقتنا وما حولها الشكر والامتنان والتقدير للقائمين عليه خصوصاً سماحة الشيخ / محمد أحمد العبيدان ومن شارك في النقد والتحليل وعلينا جميعاً دعمه وتشجيعه، متمنين إبراز نسخ مشابهة حتى تثري الساحة المجتمعية بما ينفع. محاضرات المنبر الحسيني شاملة مواد الدين والعقيدة والتربية واللغة والتاريخ والثقافة والأدب والاقتصاد بل كل ما تحتاجه تجده تحت هذا المنبر الشريف، إذًا هو أكثر من مدرسة منهجية لنقل جامعة بتخصصاتها الأكاديمية ولا أظن أن هناك نقداً إيجابياً وآخر سلبياً بل الصحيح كل النقد إيجابي في ذاته إذا توفرت شروطه، ومنها (1) أن تكون المادة قابلة للنقد، (2) أن يكون الناقد متمكنًا عارفاً بالطريقة الصحيحة (3) أن يكون بعيداً عن الأهواء والمجاملات (4) أن يكون هدفه البناء والتصحيح.

نعم قد يؤخذ بما يراه الناقد إذا اتضحت أفضليته وقد لا يلتفت إليه لأن الأصح فيما طُرح ويمكن صحته ولكن يصعب تطبيقه أو تنفيذه. أما إن كان الناقد يبحث عن الشهرة أو بعيداً عن معارف النقد أو ممن يترك المادة ويشخصنها لفرض التسقيط بمعنى أن يحول النقد إلى وسيلة يصل بها إلى غاية هدامة فمثل هذا ليس بناقد بل حاقد.



error: المحتوي محمي