استعرض الاختصاصي التربوي حسين آل عباس قاعدة (العشرة أسئلة لتحديد السلوك)، والتي تتعلق بعمر الطفل، وتاريخ المشكلة السلوكية ومكانها، ووقتها، ومع من تحدث، ونمط شخصية الفرد، وكيف يقضي الفرد وقته، وما هي الحاجات النفسية التي لم يتم إشباعها، وهل أفراد الأسرة لديهم مشكلة مشابهة، وما هي الطرق والأساليب والمهارات التي يقوم بها المربون خلال الخطة العلاجية.
ووصف آل عباس علاقة الطفل بأبويه بأنها من أهم العلاقات التي تشكّل حياته، مؤكدًا أنه من ذلك المنطلق يجب أن تكون هذه العلاقة صحيحة وقائمة على المبادئ التوجيهية السليمة المليئة بالحب والاحترام والاهتمام.
وذكر أنه يجب على الآباء والأمهات مواجهة السلوكيات الخاطئة لأبنائهم ومحاولة تعديلها وردعها من البداية، مبينًا أن مواصلة ضبط سلوك الطفل أمرٌ ضروريٌ للغاية.
وحذّر الوالدين من أن يساورها اليأس أبدًا، حيث إن تربية الأطفال تحتاج للكثير من الصبر والمثابرة، منوهًا بأن النتائج الإيجابية تستحق العناء، كما يجب عدم حصر طريقة التربية في استخدام العقاب الفوري فقط وعدم استعجال النتائج لأن لكل طفل مدخله الخاص به الذي يستجيب من خلاله لتغيير سلوكه غير المقبول.
وأوضح آل عباس خلال محاضرة “إدارة سلوكيات الأطفال” التي قدّمها يوم الاثنين 10 يناير 2022 عبر منصة الزووم الافتراضية؛ أنّ تحديد السلوك غير المرغوب فيه هو أول خطوات تعديل السلوك حيث يتم البدء بتحديد السلوك غير المقبول الذي يحتاج إلى تعديل، أو الذي يختلف عما هو متوقع من الطفل في المرحلة العمرية التي يمر بها، سواءً في المنزل أو الحضانة أو المدرسة، حتى يمكن التركيز عليه وعلى أسبابه والتمكن من تغييره.
وعدّد أنواع السلوك الثلاثة وهي؛ الإيجابي، والسلبي، والإبداعي، مؤكدًا أن جميعها يحتاج إلى إدارة من قِبل الوالدين والمربين حتى يتمكن الطفل من تحقيق مهاراته.
وتطرّق إلى أشكال السلوك الأربعة وهي؛ ظاهر، وخفي، وعابر، ودائم، قائلًا: “هناك أربعة أسباب تدل على وجود مشكلة سلوكية لدى الطفل وذلك حينما تتكرر، وتعيقه عن أدائه وعمله اليومي، وتسبب إزعاجًا له وللآخرين، وتستنزف قواه البدنية والنفسية”.
وذكر الدوافع الأربعة للسلوك المزعج وهي؛ لفت الانتباه، والسلطة، والانتقام، والعجز، مشيرًا إلى أنّ أصعب الدوافع الأربعة هو إظهار العجز عند الطفل وذلك تجنبًا للفشل أثناء أداء وظائفه اليومية أو الدراسية، بسبب ما يتعرض له من النقد السلبي والاستهزاء والسخرية من الآخرين.
واستعرض الخطوات الذهبية لتعديل السلوك وهي؛ تحديده، ومعرفة السبب والدوافع غير السوية، واختيار الإجراء السلوكي المناسب، ومعرفة سير السلوك.
وقال: “يجب علينا كمربين أن نحدد السلوك وذلك؛ لأهمية دِراسة الحالة وضرورتها، وعلينا القيام بدراسة تاريخ السلوك المزعج ونموه الجسمي والعقلي وسلوكه العصبي، ودون هذه المعلومات يصبح من المستحيل في معظم الحالات أن نفهم طبيعة الاضطراب الموجود، أو أن نضع تشخيصًا دقيقًا أو نحدد خطة علاجية واضحة، مضيفًا أنّ تعديل السلوك يحتاج إلى الصبر وسعة الصدر، خاصة في الأيام الأولى، ففي البداية، قد يصبح سلوك الطفل أسوأ مما هو عليه من قبل وهذا أمر طبيعي، وقد يستمر ذلك لفترة قصيرة، ولكن سرعان ما يبدأ السلوك بالتحسن تدريجيًا.
وفي الختام نصح الآباء والمربين بالتوقف نهائيًا عن النقد السلبي، واستبدال ذلك بتشجيع الطفل، والبحث عن نقاط قوته وتعزيزها لديه، وعدم معالجة السلوكيات بالضرب لأي دافع سلوكي غير محبب أو مزعج، كما يجب ألا ينهالا عليه بالزجر والشتائم؛ لأن هذا سيؤدي إلى تحطيم شخصيته وخفض معنوياته وثقته في نفسه كما يجب الامتناع عن استخدام العبارات غير اللائقة حتى لا يكتسبها ويزيد من عِناده، ووجه بضرورة الحرص على الاحتواء والتفهّم.