بسم الله الرحمن الرحيم
بداية وجب التنويه بأني لست بالأديب ولا بالكاتب إنما أنا أكتب بلسان الحال الفائض بمشاعر الفقد. فما حمله لنا القدر بفجاءة الفاجعة لم يمهلنا فرصة استيعاب حالة المرض فما بالك بالوفاة ونحن المؤمنون بقضاء الله وقدره وأن الموت حق على كل العباد.
الأستاذ عبدالله خميس بكل أطيافه الإنسان الراقي والأب الحنون والزوج الوفي والمربي الفاضل والأخ والصديق المؤتمن الناصح والعديل رجل الخير والعطاء والإحسان رجل ولا كل الرجال قدم لآخرته كل ما عمله في دنياه فيض من العطايا والإحسان. عرف منها القليل على كثرتها وما خفي خبيئة بينه وبين ربه لم يعلمها أحد وهي الأكثر، هو الولد البار بأبويه والسند لإخوته والحنون على كل أقاربه صلته للأرحام والأهل نهج سلوكي صادق فهو كما يقال عمود الخيمة والشجرة الوارفة التي ظللت كل ما حولها بحب وتفانٍ.
في الذاكرة الكثير من الحكايا والمواقف التي يفيض فيها صدق المشاعر ونبل الأخلاق فقد جسّد الشهامة والرجولة سلوكًا حياتيًا بمضامين رفيعة لا يسلكها إلا الفرسان!
ترجلت باكرًا يا أبا علي واستعجلت الرحيل أيها الفارس فلقد أعطيتنا الأمل قبل أيام وتهيأت القلوب لاستقبالك فرحًا فإذا بك تختار الرحيل وتملأها حزنًا ولوعة.
اللَّهُمَ إنَّا لا نَعلَمُُ مِنهُ إلَّا خَيرًا وَأنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّا اللَّهُمَّ إن كَانَ مُحسِنًا فَزِد في إحسَانِهِ وَإن كَانَ مُسِيئًا فَتَجاوَز عَنهُ واغفِر لَهُ اللَّهُمَّ أجعَلهُ فِي أعلى عِلّيِينَ وَاخلُف عَلى أهلِهِ فِي الغَابِرِينَ وَارحَمهُ بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرَّاحِمِين.
نسألُ اللهَ لَكَ يا أبا علي الرحمةَ والمغفرةَ وأَنْ يَكُونَ رزقكَ مِنْ اللهِ سِدْرٍ مَّخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ، وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ، وَمَاء مَّسْكُوبٍ، وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ، لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ، وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ.
رحمك الله يا أبًا علي رحمة الأبرار!