طوارىء القطيف يستقبل ٣٨ إصابة غرق خلال موسم العيد

شهدت محافظة القطيف خلال الآونة الأخيرة سلسلة حوادث غرق لأطفال وكبار تسببت في وقوع وفيات وإصابات، خاصة بين الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم الستة أعوام بحسب ما رصدته “القطيف اليوم”.

وكشف رئيس قسم طوارئ مركزي القطيف الدكتور عدي الخنيزي بأن قسم الطوارئ في المستشفى استقبل في موسم عيد الفطر المبارك فقط، نحو 38 حالة غرق تنوعت مابين حالة خطيرة ومتوسطة وبسيطة، وقد تلقوا العلاج اللازم.

وتركزت حالات الغرق في مسابح الاستراحات المنتشرة في المحافظة، إلى جانب سلسلة حوادث عرضية في مصارف زراعية أو حوض سباحة في منازل أو على شاطئ البحر.

وأحدثت تلك الحوادث ردود أفعال واسعة من قبل المواطنين في المحافظة، حيث أتهم البعض منهم الأسر بالتقصير واللامبالاة والجهل بأهمية التعرف والتدرب على الإسعافات الأولية، فيما ألقى البعض اللائمة على بعض أصحاب الاستراحات، بينما يرى البعض الآخر بأن الجهات المعنية تتحمل مسؤولية عدم فرض شروط وقائية واضحة على مؤجري الاستراحات لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث.

وعلل مدرب السباحة حسين القلاف أبرز الأسباب التي ساهمت في انتشار حالات الغرق في الآونه الأخيره هو عدم تهيئة المسابح بشكل جيد بإدوات السلامة ووضع التنبيهات فيها مع الإشارة لها بشكل يلفت الانتباه، مشدداً على ضرورة تعريف الأطفال أدوات السلامة والأماكن المتاحة للسباحة لهم وعدم تركهم وحدهم في المسبح.

وأكد القلاف على أن تشجيع الأبناء لممارسة السباحة وحثهم على كسر حاجز الخوف وابتعاد الوالدين عن ممارسة أسلوب التخويف والتحذير المتكرر من السباحة يساهم في التخفيف من حالات الغرق والحد من أمية السباحة، مضيفا بأن الدوارت التدريبة التي يدخلها الطفل لتعلم السباحة تفيده أكثر إذا لاقى تحفيزًا من قبل الوالدين وابتعدت مسامعه عن الكلمات السلبية والتحذيرية المتكرره.

بدوره أرجع اختصاصي الصحة والسلامة علوي الماجد سبب تكرر حوادث الغرق في أيام الإجازات إلى العوامل الشخصية والتي منها عدم مراقبة أوليا الأمور لأبنائهم، وعدم تعلّم الكبار والصغار السباحة، وممارسة السلوك الغير منضبط من قبل الشباب، والجهل بتعليمات السلامة، كما أن بعض المشاكل الصحية لها دور في حدوث الغرق.

وأضاف الماجد بأن افتقار برك السباحة لأبسط أمور السلامة في التصميم الصحيح كترك مسافة ما بين بركة الكبار والصغار ووضع لائحات سلامة تُرشد الزائر إلى الطريقة الصحيحة لاستخدام البيئة التي هو فيها عامل مساعد لانتشار هذه الحالة.

ولفت إلى أن عدم وعي أولياء الأمور بمخاطر برك السباحة وتجاهلهم أمور السلامة، مؤكداً بأن ذلك من الأسباب الرئيسة التي تُسبب وقوع مثل هذه الحوادث، لافتاً إلى أهمية تثقيف الكبار على جانب السلامة حتى تكون ثقافته رسالة إلى الصغار الذين يتبعون سلوك الوالدين ويقلدون تصرفاتهم.

وأجاب عن سؤال “القطيف اليوم” عن طرق تقليل حوادث الغرق بنسبة تصل إلى الـ ٩٠٪‏ ونشر فرص الإنقاذ بشكل أكبر أثناء السباحة بـ :”توفير متدرب للإنقاذ داخل البرك، ومسعف أولي، وحقيبة إسعافات أولية، ومعدات السلامة الضرورية داخل البركة، كالأقطاب، والحبال، ومساعدات الطفو، مع وجود جرس إنذار لاستدعاء المساعدة في حالات الطوارئ ولوحة إرشادية، وعلامات في منطقة تجمع تبين عمق المياه وقواعد الاستخدام والسلامة”.

وأوصى بتكاتف المجتمع في الاهتمام بالتوعية من ناحية السلامة وعدم الخجل من الاستفسار حول مايجهله الشخص، إضافة إلى عدم الاكتراث بالمستهزئين على من يتبع تعليمات السلامة للحفاظ على نفسه، مشيراً إلى ذلك بقوله “أن تكون سليماً ألف مرة خيرٌ من أن تكون ميّتاً مرة!”.

ودعى المهتمين إلى الإطلاع على قناته في اليوتيوب والتي تعرض عدّة مواضيع في مجال السلامة والصحة تفيد في تجنب المخاطر التي قد يتعرض لها الشخص بشكل يومي.

من جانبٍ آخر، أوصت والدة أحد الأطفال الذين تعرضوا لحادثة غرق وتمت عملية إنقاذه بنجاح، بعدم ترك الأطفال وحدهم لأقصر وقت ممكن، مشيرة بأن حالة الغرق التي تعرض لها طفلها لم تتعدَ الـ 3 دقائق الأمر الذي جعلها تنهار تماماً وولد ليها شعوراً بالذنب سيما بعد لوم المقربين لها.


error: المحتوي محمي