قدم النَّاقد محمد العلي، بمركز السّٓيدة المعصومة بالقُديح، يوم الجمعة 27 جمادى الأولى 1443هـ، ورقة نقدية لمُحاضرة ليلة الثالث عشر لسماحة الشَّيخ محمد العُبيدان، والتي جاءت بعنوان “شمولية الشريعة المحمدية وحقوق الإنسان”، وذلك في اللّيلة الثانية عشر وختام برنامج القراءة النقدية الخاصة بمُحاضراته، التي قدمها في شهر مُحرم عام 144٣ هـ.
وتساءل “العلي” عن النَّظرة النَّمطية لليبرالية، مُوجهًا سُؤالًا إلى الشيخ العبيدان مفاده: “”أليس من الخُطورة بمكان زرع صُورة نمطية عن الليبرالية، وتكريسها للنَّاس، فضلًا عن أنَّها ذات صيغة تعميمية، غير ثابتة أو غير واقعية؟”.
وأشاد العلي في الحوار، الذي أداره مُسبح المُسبح بالمُحاضرة، مُشيرًا إلى بعض الإيجابيات التي يتمتع بها العُبيدان ومنها؛ فصاحة وقوة العبارة، وشجاعته لطرح هكذا مواضيع وتقبل النَقد المُوجه له، والاهتمام العلمي والثَّقافي والفكري الواسع لديه.
وذكر نقاطًا تحتاج إلى تكامل – من وجهة نظره- وقال: “إنَّ خطاب الشَّيخ نخبوي، حبذا لو كان مُتزنًا، بحيث يكون لأكبر شريحة مُتفاوتة مُمكنة”، مُقترحًا دمج الشّعر والقصة في المُحاضرة، وأن يكون هُناك ذكر للمصادر التي رجع لها سماحة الشَّيخ أو المجلات العلمية، مُطالبًا بتعريف المُصطلحات، التي احتضنتها المُحاضرة.
بعد ذلك قام “العلي” بتفصيل ما جاء في قراءته النَّقدية، واضعُا جُملة من الاستفسارات، وهي: أليس من الخُطورة بمكان زرع صُورة نمطية عن الليبرالية، وتكريسها للناس، فضلًا عن أنها ذات صيغة تعميمية غير ثابتة أو غير واقعية؟
وأوضح أنَّ الشَّيخ في رفضه النَّظريتين الماركسية والليبرالية في أصل الحقوق، ذكر أن هناك خللًا فيهما، ولم يوضح هذا الخلل.
وأضاف أنَّه تطرق إلى أنَّ الضامن لحُقوق الإنسان في الشريعة المُحمدية، هو الله، سائلًا: “إذا كان الضامن للحُقوق في المدرسة الإسلامية، هو الله، فلماذا الظُّلم منتشر بين جنبات المُسلمين أو العالم الإسلامي؟”.
وأردف: “تعليقُا على موضوع حُرية العقيدة في الشريعة المُحمدية، نطرح سؤالًا، هو: لماذا الدين الإسلامي يحكم على المُرتد بالقتل، إذا كان هو الكافل بالحرية له؟”.
واختتم “العلي” قراءته مُقترحُا، وقال: “لو كانت هناك مقارنة ندية بين الحُقوق في المدرستين الإسلامية والليبرالية، لكان أجمل في نهاية المُحاضرة كتلخيص، ولو كانت المُحاضرة على شكل أسئلة وأجوبة في هكذا طرح”.
العُبيدان يُجيب..
وأجاب “العُبيدان” على استفسارات النَّاقد “العلي”، وقال: “إنَّ دج المُحاضرة مع القصة والشعر، يأتي أمرًا حسنًا”، وأضاف: “لكن يحتاج إلى نُقطتين أساسيتين، هما: إنَّ القصة فن، فما لم يكن المُحاضر مالكًا لآليات هذا الفن، لا يُحسن التَّعرض إليه، وإلا أفقد القصة قيمتها، أيضًا نحتاج إلى قصة مُرتبطة بذات الموضوع وذلك ليس بالأمر السهل”.
وأوضح فيما يخُص المصادر، بأنَّها نقطة جديرة بالمُراجعة، وإيجاد حل لها، وبيان المُصطلحات، فإنَّه يتفق مع النَّاقد في طرحه.
وحول ما جاء من استفسار النَّاقد عن طرح صُورة نمطية عن الليبرالية، أجاب العُبيدان: “إنَّ الأسس التي قامت عليها هذه المدرسة ما زالت سارية، وإن حاول بعض فلاسفتها ومفكريها الخُروج منها أو تطويرها،، مُشيرًا إلى أنَّ تعبير المُحاضر (يتضح الخلل)، دون تبيين، فإنَّ المُحاضر قد أشار إلى الخلل المُتصور إلى كُل واحد من هذه الاحتمالات.
وأضاف: “فبالحديث مثلًا عن أصالة المجتمع، فهو يبتني على فكرة إلغاء مُلكية الفرد، وتحويل الملكية للجميع”، مُشدّدًا: “وهذا مما لا يقبل”.
وفي تعليقه بأنَّ الخطاب نخبوي، يقُول العُبيدان: “إنَّنا نُعاني من مُشكلات ثلاث، الأولى أنَّ هذه المواضيع ليس مكانها المنبر، فإنَّ هذا الكلام غير صحيح”، مُؤكّدًا أنَّ المنبر هو المكان المُناسب لطرح الشُّبهات العالقة في أذهان النَّاس ودفعها، وليس أروقة الحوزات أو ما شابه.
وفي نهاية ما أدلى به الشَّيخ العُبيدان، تحدَّث بكُل صراحة عما يخص المواضيع ونوعيتها، وقال: “علينا أن نعرف أنَّ فئة الشَّباب الآن، بالأخص عرضة لجُملة من الشُّبهات الفكرية والعقائدية”، مؤكّدًا: “علينا أن نتصدى لمُعالجتها بقوة دون خوف من أي ارتدادات عكسية، حتى لا يكون التَّقاعس عن رد الشُّبهات سببًا لبقائها وتأثيرها على الشَّباب”، مُنوهًا إلى أنَّ موسم عاشوراء الحسين (ع)، يأتي أفضل مكان لطرح هذا الأمر؛ لأنَّه موسم تجمع للاستزادة الفكرية والمعرفية.