نودع عامًا مريرًا ونستقبل عامًا حريرًا

عام ممزوج بلون ونكهة القهوة التي تعطر مزاجي اليومي كله.

أيام قليلة جدًا ويسدل الستار على عام 2021، الذي بعثرني حيث عشته بجراحات شخصية، يتخللها أدعية ورجاء وبعض من الاستياء والبكاء, لا أصف عمقها وأتمنى أن أتخطى تلك الجراح القاسية، بعد أن ُدفعت فاتورتها الباهظة، ولكل أمرئ شأن يعنيه، وأعظمها رحيل وغياب شقيقي حسن الذي أدمى قلبي!

يا ترى هل سيمضي العام الجديد كالذي سبقه من أوجاع؟ أم سنراه مرتديًا رداءً جديدًا وجميلًا!

فلتعذرني نفسي حيث تسكنني فكرة مأزق القلق والترقب رغم تفاؤلي المعهود، ويتهمني البعض بتفاؤلي غير المبرر أحيانًا، ولن أتنازل عن تفاؤلي وسأقول: “لا نزال بخير”، وبذات الوقت يبادرني التحمل المسبق، وعلي أن أفتح نافذة الحياة والأمل رغم المغامرة والمخاطرة!

نعم مع أشخاص مختلفة هناك من مروا علي كالبرق، ومنهم من تركوا بصمة في القلب تكفيني بقية العمر إن كان هناك للعمر بقية.

لقد حان الوقت بالوقوف على عتبة بوابة العام الجديد، لنودّع عام 2021 بما فاضت به السماء علينا من ابتلاءات وبركات وبأفراح وأحزان، وبمواقف صعبة ومخاوف ثقيلة حفرت في ذاكرتنا!

ولا نعلم ماذا سيحمل لنا عام 2022 من مفاجآت! يكفي أنه عام جديد سيطل علينا وسط أمنيات وآمال وأحلام عريضة وتفاؤل مرتقب، بل وبأفراح كثيرة وبمفاجآت عميقة وأكثر ولكن! أيًا كان الذي سيأتي وسيكون ينبغي علينا الترحيب به والتأقلم معه والتفاؤل من خلاله، بإطلالة بشائر الخير.

لم أكتب هنا وما كتبته وما سأكتبه كي يُدخل القارئ في معمعة القلق والتشاؤم، لا بل العكس تمامًا، أحاول هنا دائمًا بث الأمل بالحياة، وها أنا هنا، وبعد عام من الحكايات والمواقف والأحداث والشخصيات سأصطدم بوجوه عديدة، الكثير منها جميل الذي يحب الجمال ويصنعه، حيث تغبطني بقلوبها الحانية، وسيوجد القليل منها الذي لا يعرف الحب ولا الاحترام، بعض الوجوه الحاسدة والحاقدة لا علينا من ذلك فلنتركهم في حقدهم فالحقد يكره ذاته والحمد لله سيكون وجهًا واحدًا فقط أمامي، فالإعجاب بالجمال وعمل الخير أقوى دائمًا وأبدًا وهاللحظة استذكرت صديقة قريبة لقلبي سعيدة بقدوم عام جديد وهي معي بخير.

وأخيرًا، تزاحمني هذه اللحظة المشاكسة، لأعتذر لك أيها القارئ الكريم وأستاذنك أن أختم مقالي هذا، والذي أنساني قهوتي حتى بردت! ما علي إلا أن أتأمل السماء الواسعة التي تنذرنا برذاذ المطر النقي لتغدق علينا بفيض من الأماني وكم هو صعب التمني! لكني بحاجة أن أتأمل بكرم السماء علي هذا العام وأنتم معي.

آملة أن تكون سنة سعيدة، سنة نحقق فيها سعادة وسلامًا لم نحققه في السنوات التي مضت.



error: المحتوي محمي