في أمسية نقدية.. المُطاوعة يضع العُبيدان على المحك

وضع الشّيخ علي المطاوعة، الشّيخ محمد العُبيدان على المحك، يوم الجمعة 20 جمادى الأولى 1443هـ، بمركز السّيدة المعصومة بالقُديح، من خلال تقديمه ورقة نقدية لمُحاضرة ليلة العاشر، التي جاءت بعنوان “الإمام الحسين (ع) بين العِبرة والعَبرة”، وذلك في اللّيلة الحادية عشرة لبرنامج القراءة النقدية الخاصة بمُحاضراته، التي قدمها في شهر مُحرم عام 1443هـ.

وأشاد الشّيخ المطاوعة في الحوار، الذي أداره المُهندس محمد الجارودي، بالمُحاضرة، وما حوته من أفكار، لافتًا إلى أنّها تتميز بوضوح وقوة العبارة، وتسلسل البحث وتبويبه، والتَّركيز على شرح الفكرة بتمامها.

بعد ذلك، طرح المُطاوعة قراءته النقدية ومُلاحظاته على طاولة العُبيدان، والتي جاءت في نُقطتين؛ الأولى قدَّم من خلالها مجموعة من الأمور الفنية العامة المُرتبطة بإطار المُحاضرة لا بمحتواها، والثَّانية، جعلها عن مُلاحظات توجيهية وعلمية.

وأوضح أنَّ الملاحظات التَّوجيهية لها أربعة أمور، وتكمن في: طُول مُدة المُحاضرة واستعمال الورقة، والثَّالث التَّوقف أثناء الإلقاء، كأنَّ المُحاضر يُفكر أو يستذكر، ويُراجع نفسه، والرابع استعمال وتيرة واحدة في مُستوى الصَّوت.

وفي الجانب العلمي، قال: “إنّ الشّيخ استخدم مُصطلح الأصل، وهُنا، لم يتم تحديد الأصل الموضوعي والأساس في القضية الحُسينية، ولم يتم تعريف الأصل، كذلك الأصل الموضوعي، وهل يُقصد به كما ورد في علم الأصول أو اللّغة، أيضًا الأصل الأولي والثَّانوي”.

وتابع: “إنّه استعرض خمس قراءات لحركة الإمام الحسين “ع”، لمعرفة الأصل، هو العِبرة أو العّبرة، ولم يُوضح مدى ارتباط هذه التّفسيرات بالنّظرية”.

وأضاف: “لم يستعرض الشّيخ المجالس، التي أقيمت أيام المعصومين، مُشيرًا إلى أنه يُمكن المعرفة الأولية لماهية الأصل، ومعرفته، مُشددًا على أنّ كُل من يُريد أن يجعل الأصل في النّهضة العَبرة والبُكاء، أو العِبرة، يلزمه في البداية أن يُحدد رؤية للنّهضة من خلال تحديد الهدف، التي قامت لأجله.

العُبيدان يُجيب..

وبدأ الشَّيخ العُبيدان في الإجابة عن ما طُرح، وقال: “لست مُخالفًا النَّاقد في مُلاحظاته التَّوجيهية أو التَّوصيات، بل أقبلها جميعًا”، مُعقبًا على مُلاحظة التَّوقف، مُبينًا أنَّه ينبغي مُراعاة عامل الزمان، حيث إنَّ المُحاضرة ألقيت ليلة العاشر، وهي ليلة المُصاب الجلل، لذا من الضَّروري مُراعاة مادة الموضوع.

وأردف: “فلو تبنى المُحاضر أن الحُسين “ع” هدفًا وعَبرة ثقافية توعوية، فأي هدف لقراءة المُصيبة؟”، مُشيرًا إلى أنَّ التَّأني والتَّوقف، كان بسبب اختيار عبارات مُتناسبة ومُتناسقة؛ لأنَّ في النَّهاية هُناك قراءة للمُصاب المُؤلم.

وفيما يخص المُلاحظات العلمية، يقُول: “أتفق مع النَّاقد في عدم تحديد المقصود من الأصل الموضوعي، وكان يحسن التَّنبيه، هل يقصد به المعنى الاصطلاحي، أم المعنى اللّغوي، وأيضًا تعريف الأصل الأولي والثَّانوي”.

وأوضح في تعريف العنوان “العِبرة والعَبرة”، قائلًا: “فإنَّ الاحتياج للتَّعريف يأتي مُهمًا إذا كان بحثًا علميًا، ولكن بمُلاحظة الحُضور، فالمعنى معروف عند المُستمع بـ”الضرورة بمكان”.

وأفاد بأنَّ عدم التَّعرض إلى المجالس المعقودة زمن المعصومين، وإبراز كيفيتها، من خلال سُؤال طرحه، مفاده: فهل ما عُقد في ذلك الزمان يُعتبر مجلسًا حُسينيًا كما في زماننا الحاضر؟، مُجيبًا في تبيانه: ما عُقد في ذلك الزمان، يُمكن تسميته بمجلس بُكاء لا مجلس حُسيني مُتعارف كما في زماننا بعناصره الكاملة.

ونوه بأنَّ تلك المجالس كانت تركز على البُعد العاطفي، وإن كان مدلولها الالتزامي، هو البُعد المعرفي.

بدوره، فتح مُدير الحوار المُهندس الجارودي الباب للحُضور، الذي تنوع بين طلبة العُلوم الدّينية، والشَّباب المُثقف، ليُصغي العُبيدان إلى استفساراتهم وملاحظاتهم على الشَّيخ المُحاضر، والشَّيخ النَّاقد، لتختتم الجلسة بهدية تقديرية من العلامة العُبيدان للشَّيخ علي المُطاوعة على حضوره ومشاركته بتقديم قراءته النَّقدية.




error: المحتوي محمي