لا تتعجل أيها القارئ العزيز في إصدار الحكم على هذا الطلب قبل التفكير فيه، والتحليل لكيفية تحقيقه والنظر في إيجابياته وسلبياته ومصالحه ومفاسده، وإننا قد نتفق في أول نظرة اجتماعية واقعية اليوم هو رفضه وعدم تقبل حتى مجرد وضعه على طاولة البحث.
إن مجرد رفض الفكرة وإسقاط الانطباعات الشخصية عليها ووضع العراقيل والحواجب النفسية وربما عدم القدرة على تصورها يبعدها عن ساحة التفكير التحليلي المبدع، بينما وضعه في قائمة العصف الذهني والتفكير العملي ودراسة الإيجابيات والسلبيات، فضلاً عن المصالح والمفاسد سوف يجعلها فكرة أكثر حيوية للبحث والتدقيق.
إن ما نتغافل عنه اليوم هو حجم الضغط النفسي على الشباب بصنفيه الذكوري والإناثي في مواجهة تحديات وصراع النفس مع مغريات الحياة وضبابية المستقبل وكيفية التعايش مع الغريزة وإلحاحها أو البحث عن إشباع عاطفي نراه بوضوح في حجم التماهي والتصالح مع الواقع القيمي المنفتح، والذي أصبح قالباً معاكساً لقيم كنا نعيشها قريباً ججداً
إن ما نواجهه اليوم غياب الحصانة القيمية من العفة والوفاء والابتعاد عن العلاقات غير الشرعية بما يحصن الأسرة، سواء في غياب أحد الزوجين أثناء عملهما أو حين تواجدهما في ساحة العمل.
والأسوأ هو تأجيل الإشباع الغريزي لفترة طويلة تصل إلى ثلاثة عقود من العمر في فترة طويلة من التجارب والمحادثات والاتصالات عبر كل شبكات التواصل على أقل تقدير، مما يفترضه بعض المنظرين أنها فترة كسب التجربة ومعرفة الحياة والنضح العاطفي.
بينما لو بحثنا بجدية وواقعية، فإن هذه بين تجارب خجولة وأخرى حقيقية، خصوصاً في غياب الموانع الاجتماعية، بحيث تتحول التجربة الحقيقية في الزواج تجربة ممزوجة ومتأثرة بخبرات سابقة وجد في بعضها كفاءة وتميز يفتقده الطرف الشرعي سواء الزوج أو الزوجة، مما سهل من الطلاق والإشباع النفسي خارج البيت أو السهرات الطويلة بالديوانيات.
لذا أطرح للقارئ والقارئة المحترمين تصوري في أهمية دراسة الزواج المبكر بعمر 18 وما فوق حتى يكون له واقعية مع القوانين المطروحة والثقافة السائدة، ولا يكون هناك مانع من زواج جامعي في بداية دراسته من شابة في أواخر الثانوي ويلتقيان كل أسبوع في رحلة سعيدة لا تنتظر التخرج والوظيفة وتجميع المال، بل تستمر الرحلة بثقافة السعادة ومساندة الأسرة على النجاح، ورب الأسرة سينفق على زوجة ابنه، ورب الأسرة الآخر سينفق على زوجة ابنه الآخر.
النتيجة: حصانة وأطفال أصحاء وحياة سعيدة دون انتظار المجهول من المال والوظيفة.