في رثاءِ العالِم الجليل و الخطيب الحسيني الكبير سماحة العلّامة الشيخ عباس المحروس

في رثاءِ العالِم الجليل و الخطيب الحسيني الكبير سماحة العلّامة الشيخ عباس المحروس رحمه الله، وتغمده بواسع المغفرة و الرحمة و حشره مع أوليائه الطّاهرين ..


ها قد ترجَّلَ للمنِيّةِ فارِسٌ
في الوعظِ و الإرشادِ كانَ مُذَكِّرا

وافاهُ أمرُ اللهِ بعدَ عنائهِ
و رحِيلُهُ لا شكّ فينا أثَّرا

نَهَلَ العُلومَ مِنَ الأعاظمِ و انثنى
ببلادِهِ يُعطي الدُّروسَ و أكثَرا

لَزِمَ المنابرَ بالقراءةِ خادِماً
آلَ الرَّسولِ و ما هُنالِكَ قصَّرا

و لِنعيِهِ تبكي العُيونُ و طالما
أجرى الدُّموعَ و قَبْلَ ذاكَ استعبَرا

قرأ الفواتِحَ في القطيفِ و غيرِها
و بذاكَ أدّى خِدمةً لن تُنكَرا

و يَؤمُّ جمعَ المُؤمنينَ بمسجِدٍ
عُمراً و ما أبدى بذاكَ تذمُّرا

قد كانَ يقرأُ للهداةِ مجالِساً
فترى بها جمعاً هُناكَ تجمهَرا

يستأنِسُونَ لوعظهِ و حديثِهِ
و لنعيِهِ برثاءِ ساداتِ الورى

فلتنصُبِ الخَطُّ المجالسَ للعزا
لرحيلِ شيخٍ فاضِلٍ عنَّا سَرى

و لتندُبي علَماً كبيراً في الوِلا
لمحمّدٍ و لآلِهِ قد عبَّرا

قُومي إلى تشييعِهِ و تذكّري
يَوماً بهِ ينعى الحُسينَ الأطهرا

و إذا رأت عيناكِ آلافاً أتت
لِتشيِّعَ الشّيخَ الجليلَ و تحضُرا

تتسارعُ الأيدي لحملِ جنازةٍ
في لَوعةٍ ليقَرَّ في بطنِ الثَّرى

فتذكَّري جِسمَ الحُسينِ بكربلا
لمَّا أبت أهلُ الشَّقا أن يُقبَرا

اللهُ أكبَرُ كيفَ تمَّ الجِسمُ في
ذاكَ الصَّعيدِ مُزَمَّلاً و مُعَفَّرا

طحنت أضالِعَهُ خُيولُ أُمَيَّةٍ
للهِ صدرٌ بالحوافِرِ وُذِّرا

الجِسمُ ثاوٍ بالعراءِ و رأسُهُ
فَوْقَ القناةِ يَرى النّساءَ الحُسَّرا

قسراً تُساقُ و بالسِّياطِ تقنَّعت
منها الرُّؤوسُ و قد دهاها ما جرى

ترنو الحُسينَ مُضمَّخاً بدمائهِ
و جُسومَ أهليهِ جميعاً في الثّرى

لَهفي لزينبَ ودّعتهُ و عُذرُها
قد عزَّ مسرانا و جسمُكَ بالعرا .



error: المحتوي محمي