خدم دينه ومجتمعه وأعطى لبلاده وقُوبل بالوفاء عند رحيله وساعة وداعه إنه فضيلة العلامة الراحل الشيخ والخطيب المفوه/ عباس بن علي بن عبدالله المحروس.
عصر يوم الاثنين ٢٤ ربيع الآخر ١٤٤٣ هجرية الموافق ٢٩ نوفمبر ٢٠٢١ ميلادية ساعات استثنائية تاريخية مرت على قطيفنا الغالية يوم وفاء للعلم والعلماء عندما توجه أهالي القطيف إلا ما ندر إلى مقبرة الخباقة غرب المحافظة في انتظار وصول جثمان الشيخ المحروس للصلاة عليه ووداعه وحمله إلى ملحودته وهم بين باكٍ وذاكر له بإحسان ومتذكر لسجاياه وما قدم وآخر متأسف على فراقه وما ترك من فراغ بغيابه.
ولم تكن هذه الحشود والآلاف التي حضرت قد جاءت مصادفةً فالمجتمع القطيفي الوفي معروف المواقف دأب وجُبل على أن يقول للمحسن أحسنت ومن حقك علينا رد المعروف لك مثلما قدمت في حياتك أنت في قلوبنا “أهل العلم أحياء” لا تحول بيننا وبينك حثنات تراب غطت جسدك لن ننسى ذكراك مادمنا بل ونحملها لأجيالنا ليستفيدوا منها ويتعظوا بها ويعملوا بما عملنا عُرف عن الفقيد مكانته العلمية والخطابية عند الخاصة والعامة حكيمًا حليمًا خلوقًا متواضعًا تراه قائمًا في المحراب يؤم المصلين ومعلمًا يلقي على الأجيال دروسًا أو ناعيًا على الأعواد مبكيًا ارتقى المنابر الحسينية لخمسين سنة وأكثر متنقلًا بين بلدات القطيف وخارجها بعطاء مميز وما حصل يوم تشييعه إلا دلالة واضحة على ثقافة وتقدير المجتمع وفهمه لقيمة العلم والعلماء وعلى مكانة هذا العالم الرفيعة لن يكن العالم عالمًا إلا إذا كان عاملًا والراحل المحروس خير مثالٍ ومن طبق هذا فنال حب الجميع وإعجابهم فأخلصوا له.
رحمك الله من شيخ للعطاء ملازمًا وللدين خادمًا وللجميع واعظًا وشكرًا لقطيف الولاء والخير والمحبة على مشاركتهم في وداعك.