بسم الله الرحمن الرحيم
{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
بمدادٍ ممزوجٍ بغزير الدموع، ويراعٍ مثكولٍ بأليم المصاب، وفؤادٍ مكلومٍ بلوعة الفراق، أنعى رحيلَ أخي الكبير، وأستاذي الجليل، المتفاني في خدمة الشرع الشريف، والمجاهد في الدفاع عن حريم المذهب الحق، والذائب في محبة سادته المعصومين (عليهم السلام)، والمثابر في إحياء أمرهم، وكفالة أيتامهم، وبيان معارفهم وفضائلهم، والإبكاء عليهم، والمرابط في الثغر الذي يلي إبليس وعفاريته، الخطيب الحسيني الكبير، سماحة العلامة الشيخ عباس المحروس (أعلى الله درجته).
لقد رحلَ عنّا في الوقت الذي نحنُ أحوج ما نكون فيه إلى وجود أمثاله من العلماء المخلصين الأمناء على الدين، والغيارى على المذهب الشريف، الذين لم ينهزموا أمام المتغيرات، ولم يجاملوا على حساب المعتقدات، بل كانوا للمؤمنين حصونًا منيعة، وفي قبال الشبهات مناراتٍ ساطعة رفيعة.
فرحيلُهُ في هذه المرحلة الحرجة خسارة وأي خسارة؛ إذ قد خسرت القطيفُ برحيلهِ عالمًا من علمائها، وودّعت الحوزةُ العلمية أستاذًا من أساتذتها، وفقدَ المنبرُ الحسيني فارسًا من فرسانه البارعين، وفقدت المرجعية الدينية ثقةً من ثقاتها المخلصين وولدًا من أولادها البارّين.
ونسأل الله تعالى له – في قبال جزيل ما قدّمَ وكبير ما أعطى – أن يرفع درجاته عند أوليائه الطاهرين (عليهم السلام)، ويجعله من رفقاء النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.