أتمنى أن نعود بالزمن إلى الوراء، إلى تلك الأيام عندما كانت أمهاتنا تغني لنا لتحل علينا السكينة ونخلد للنوم. أتمنى أن يعود بنا الزمن قبل أن نشعر بالتوترات وتشكلنا الأيام حسب ما تريد.
من الصعب أن يعود بنا الزمن إلى الوراء لكننا نستطيع إعادة إنشاء نفس العناصر من خلال تغيير نمط حياتنا بين فترة وأخرى كأن نذهب إلى الخلاء في رحلة عائلية بعيدًا عن صخب المدن ونتخلى عن التكنولوجيا وسيطرتها علينا؛ بمعنى آخر نتوقف عن جميع وسائل التواصل الاجتماعي قدر المستطاع، نعيش فترة كافية نستمتع بأوقاتنا نقرأ كتابًا أو قصة مع العائلة ونلعب الألعاب القديمة، نطبخ، نأكل!
أمر طبيعي أن نشتاق إلى العيش في الماضي ونشعر بأسى وحزن كبير لعلمنا أن الذي مضى لن يعود لكن هذا لا يمنع أن نتذكر تلك الأيام الخوالي حيث كانت الحياة جدًا بسيطة ومريحة حيث كنا نعيش في بيت أهلنا الكبير مع والدينا وإخوتنا وكنا نلعب مع أولاد عمومتنا وأقاربنا وجيراننا من الصباح حتى غروب الشمس ولا يوجد أي شيء يهمنا حيث العيشة كانت بسيطة وأكثر براءة.
نعم الناس الذين لم نرهم منذ مدة طويلة وإذا بالصدفة والأقدار تجمعنا من جديد بهم، نتحادث بعد الترحيب الكل بالآخر ونسترجع الذكريات ونستحضر تلك الأيام الخوالي حيث كنا نلعب ونلهو سواء، حيث جمعتنا الصداقة والأخوة والحياة البسيطة المريحة، الوقت يمضي وتبقى الذكريات.
“اللي ما له ماضٍ ما له حاضر” عبارة جميلة نقولها لكن وللأسف الشديد لم نحافظ عليها. بين فترة وأخرى يتطوع بعض الإخوه الكرام ببث بعض الصور القديمة على وسائل التواصل الاجتماعي لمدينتنا الحبيبة (القطيف). صورة السكة (السوق القديمة المسقوفة، صورة الجبلة مكان بيع التمر، الدهن و.. و.. و.. لا نحتاج إلى السرد.
السؤال هل كان بالإمكان المحافظة على تلك المعالم القديمة مع الحاجة للتوسع العمراني؟ الجواب: نعم والدليل جارتنا دولة الكويت مازالت سوق لمباركيه موجودة مع نوع من التحسين العمراني لكن بنفس النمط.
أنا كنت في مدينة أوكلاهوما وهناك ما يسمى مركز المدينة -downtown- القديمة ما زالت موجودة كما كانت وهم محافظون عليها وعلى صيانتها. الأجيال الجديدة تزورها وتتعرف على تراث الأجداد. وأنا متأكد أن الكثير منكم زار أيضًا مدنًا في جميع أنحاء العالم وشاهد مراكز المدن القديمة في إيطاليا أو باريس أو لندن و.. و.. و.. (قديمك نديمك لو الجديد أغناك).
في الختام؛ كل شيء قديم يظل جميلًا.