أكدت الاختصاصية الاجتماعية عقيلة آل حريز أن المجتمع رغم التطور والتسارع والتحسن الثقافي والمعيشي إلا أنه يفتقد للاحتواء الذي يخلق حالة صحية متعافية بين العلاقات الأسرية والاجتماعية لتكون ناجحة.
وبينت أن للصداقة بين الفتاة المراهقة وأسرتها فوائد كثيرة لكنها أيضاً قد تكون محرجة للأم وللابنة في حال لم يوجد ضوابط للصداقة، فبعض الفتيات يتهربن من هذه الصداقة ويستعضنّ عنها بصداقات خارجية وأحياناً يحرج الأم أن تكون صديقة لابنتها لاعتبارات عدة.
جاء ذلك في محاضرة “الصداقة بين الأم وابنتها” والموجهة للأمهات ضمن برنامج تكليف الفتيات الذي اُقيم يوم الخميس 13يوليو 2017، في دار الآلآء القرآنية التابعة لجمعية العوامية الخيرية.
وركزت على أهمية العلاقة الإيجابية بين الأم وابنتها، متطرقةً لفترة الطفولة والمراهقة والتي اعتبرتها مرحلة حساسة وخطيرة ومفصلية في حياة المراهق ويجب الاهتمام والعناية بها.
ونوهت إلى أن الصداقة ممكنة بين الأهالي والابناء في حال توفر وجود الوعي والاحتواء الذي هو دعامة الأسرة كما أن عدم وجوده يؤدي لنكسة كبيرة قد تعقب نتائج مؤسفة للغاية.
وأشارت لبعض الطرق والنصائح التي يمكن بها احتواء الأبناء بصورة عامة والمراهقين بصورة خاصة وكيفية عمل صداقة حقيقة معهم، طارحة لبعض المشاكل الحساسة والخطيرة من واقع تجربتها في العيادة الأسرية الاستشارية وطرق التعامل معها كعلاج.
وقالت آل حريز: “أنه علينا ألا ننتظر وقوع المشكلة لنبدأ بحلها بل يمكننا تلافيها تماماً، فالمجتمع يربي والإعلام يربي والأصدقاء والمدرسة كذلك لكن هل نضمن سلامة تربيتهم لأبنائنا إن لم يكن لدينا الوعي والفكر والقوة والصبر والتفهم اللازمين لخوض هذه المرحلة.
وذكرت أن أغلب الآثار السيئة للبالغين هي حصيلة مراهقة أسيء فهمها أو التعامل معها.
وأضافت أن الحقيقة التي يجب على الآباء تقبلها هي أن هذه الفترة تعتبر حرجة واقعياً، ويجب عليهم هم أنفسهم التدريب على قبولها وفهمها وبذل الكثير من الجهد ليعيدوا تقويم أنفسهم فيها تماماً مع تقويم أولادهم.
واستطردت أن كل ناجح أو فاشل في الحياة خرج من مراهق مر بالتجربة بسلام أو بانكسار حتى شكلت طبيعته، وأن الوراثة سبب في بعض السمات والطبائع لكننا لا يمكن اعتماده كلياً وإلا لن نحقق وننجز الأفضل.
الجدير بالذكر أن لقاء الأمهات جاء إستكمالاً لحلقة العلاقة الهامة بين الفتاة وأسرتها والذي كان قد بدأ بمحاضرة للفتيات بعنوان كيف أختار صديقتي.