مازال مجتمعنا غير ناضج ويستغل كل حدث جديد أو ظاهرة لم نألفها ليجعلها محل تندر وسخرية واستهزاء فالنكت على إقرار مادة التربية البدنية للبنات ” على قفا من يشيل ” فضلًا عن وجود مَن شطّ وشذّ في فكره وقال إنها دعوى ضالة فاسدة تضر ببناتنا وهو رأي يذكرنا بما حصل قُبيل افتتاح مدارس البنات حيث امتنع كثير من الآباء عن إلحاق بناتهم بالمدارس متذرعين بحجج واهية.
كل هذا ناشئ من الجهل أو الاستخفاف بأهمية ممارسة الأنثى للرياضة متناسين أن العقل السليم في الجسم السليم.
والمصيبة أن مَن يجعلها عرضة للتندر هم أنفسهم مَن يسخرون من السمنة التي تعاني منها بعض الفتيات وهل هذا إلا التناقض؟
النقاش في أحقية الطالبات بإقرار هذه المادة كمنهج هو من الترف الفكري والتأخر العقلي وباعث للخجل ويفترض أن يكون النقاش في محتوى هذه المادة وطريقة ممارستها !
المرأة في مجتمعنا تعيش حالة من التضييق والاختناق وهي بحاجة ضرورية للترفيه والتنفس ولو تحت سقف المدارس حتى يخلق جيل يرغب بتلقي العلم وحتى تستطيع المرأة القيام بدورها الوظيفي والأسري بنفسية مرتاحة.
ومن الطبيعي أن تكون الأمور صعبة في البداية حيث يستلزم الأمر تجهيز المدارس وتأهيل بعض المعلمات وتوفير الصالات والأدوات وقد لا تتقبل جميع الطالبات فكرة ممارسة الرياضة في بادئ الأمر لرهبة البدايات وربما يكون الخجل مصاحبًا للمعلمات ولكن من المهم التهيئة النفسية للجميع وعلى المعارضين أن يخفضوا رؤوسهم قليلًا حتى تمرّ عاصفة البداية بسلام وتؤتي أكلها وثمراتها على الأسر والمجتمع بشكل عام وكما قيل : أن تصل متأخرًا خير من ألا تصل!