في حلوله ضيفًا على جمعية سيهات.. الدكتور مهدي الطاهر يضبط إنفعالات 172 متدربًا مع أسرهم

أوصى أستاذ علم النفس الدكتور مهدي الطاهر 172 متابعاً عبر برنامج الزووم بعيش الحياة براحة باستبدال الانفعالات بالعاطفة الإيجابية والاستفادة من الإستراتيجية الذهبية المتمحورة حول التفاهم، والاتفاق، والتنفيذ.

جاء ذلك في ورشة عمل “كيف أضبط انفعالاتي مع أسرتي” التي نظمتها لجنة الاستشارات الأسرية بجمعية سيهات للخدمات الاجتماعية عبر الزووم وأكد فيها أن الانفعال يولد الانفعال، لذا لا بد من التعرف على أسباب المشكلات وأن يراقب الشخص نفسه لمعالجتها، أو يتوجه لمختص ليساعده على علاجها ليتعامل بصورة مثالية مع أسرته وأبنائه ويتكيف مع متغيرات الحياة من خلال زيادة الوعي.

وفرق الطاهر بين العاطفة والانفعال موضحاً أن العاطفة تنظيم نفسي له صفة الدوام والثبات، بينما الانفعال هو خبرة نفسية طارئة واستجابة لمؤثر محدد، كانفعال الغضب الذي يحدث إذا أهين الفرد، فالعاطفة بناء نفسي دائم أما الانفعال فتجربة نفسية عابرة.

وذكر أن الصحة النفسية الجيدة تساعد الأطفال على التطور اجتماعياً، وعاطفياً، وعقلياً، وجسدياً، فهي مفتاح الصحة العقلية لهم، وقال: “لا بد من تعلم إدارة المشاعر، ولا بد أيضًا من الممارسات الصحية التي تعززها ومن ذلك النشاط البدني، وعادات الأكل الجيدة، خاصة إذا ما عرفنا أن الرعاية السيئة تقود للاعتلالات العقلية، مستعرضاً الدراسات التي تؤكد وجود علاقات عالية بين الاضطرابات السلوكية للأطفال، والاضطرابات النفسية للوالدين”.

وحذر من تغذية الانفعالات وتربيتها بحيث تكبر وتقود لممارسات غير مقبولة، مشيراً إلى أن المؤثرات إما أن تكون فطرية، أو بيئية تترك صغيرة بعفوية من الأبوين لكنها في الواقع تكبر وتتأصل بالممارسة والتكرار لتصبح جزءًا من سلوك الفرد، وتعالج بطرق خاطئة دون توجيه سليم، فتتولد بدور وجذور تنتقل بالعدوان أو الشعور بالدونية فتؤثر لاحقاً على الأبناء.

وشدد الطاهر على تعزيز الإيجابيات وإطفاء الانفعالات وعدم الانسحاب دون إيجاد حلول مما يخلق فجوة وانفصال عاطفي بين أفراد الأسرة الواحدة، مؤكداً أن الضغط لا يجابه بضغط آخر، والتربية تحتاج لهندسة وكفاءة ترفع بالوعي التربوي، والابتعاد عن الطاردات من توبيخ ولوم وسخرية وصراخ، للمساهمة في بناء أبناء قليلي التوتر.

وأكد على الآباء والأمهات بل وحتى أرباب العمل تقبل الاختلافات الفردية والبعد عن المقارنة، والإقصاء والتعدي بإرساء مبادئ المودة والرحمة، والنصح، ورفع الصعوبات بتدبير المنزل بإيجابية وتفاهم، قائلاً: “الأسرة التي تسودها سلطة القوة ليست أسرة ودودة فالخوف يولد الانفعالات الخاطئة، ونحن خلقنا على فطرة طيبة تتطلب تنظيم السمات السلوكية وضبطها بالتعامل مع الموقف بما يتناسب لنعيش براحة”.



error: المحتوي محمي