في ضيافة «سنا سنابس».. الاختصاصية مها الزوري: المراهقة تفتح باب التساؤلات لدى الأبناء وعلى الوالدين احتواؤهم

أوضحت الاختصاصية النفسية مها الزوري أن مرحلة المراهقة تحمل العديد من التغيرات الفيزيولوجية والاجتماعية، مبينة أن في هذه المرحلة يلاحظ أنّ المراهق بدأ يتساءل بشكل أكبر عن هذه التغيرات، لذلك يتوجب على الوالدين أن يكونا قربين من أبنائهما في هذه المرحلة.

وعرّفت الزوري المراهقة بِأنها المرحلة التي تنقل الفرد من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد والبلوغ، وذكرت أنّ علماء النفس والتربية يقسمونها إلى ثلاث مراحل: مبكرة، ومتوسطة، ومتأخرة، وتحدث فيها مجموعة من التغيرات الجسدية والنفسية.

وبيّنت أنّ لمرحلة المراهقة مظاهر متعددة منها؛ الانعزال، والملل، والرفض، والعناد، والاهتمام بمسائل الجنس، والحساسية الزائدة ونقص الثقة بالنفس.

وقالت: “إنّ هناك خمسة أشياء تؤثر على المراهِقة ولها دور في تكوين شخصيتها وتوجيه سلوكها كالوالدين، والأصدقاء، والمدرسة، ووسائل الإعلام، والشخص نفسه؛ ولهذا يجب التنبه الشديد لهذه المرحلة وما يحدث فيها للمراهقين من خلال علاقاتهم بالآخرين.

وتطرقت إلى التغيرات التي تظهر على الفتاة المراهِقة كالنمو الجسمي، واللغوي، والاجتماعي، والعقلي، قائلة: “إنّ من أهم المتغيرات الرئيسية في حياة المراهِقة حكاية النمو العاطفي الذي يحتاج إلى نضج معرفي وبيئة أسرية هادئة متفهمة؛ وذلك لما تتعرض له الفتاة خلال هذه المرحلة التي يتكون فيها الحب بسبب تفعيل نمو الغدد الجنسية التي تولّد بطبيعتها الميل نحو الجنس الآخر أو ما نُسميه بالحب!”.

ونوهت بأنّ هذه العاطفة لا تكون واعية أو ناضجة، كما أنها جياشة ومتقلبة، وذلك بسببٍ بسيط وهو أنّ المراهِق جديد في خبرة الحياة أو المراهِقة جديدة في خبرة الحياة، مضيفة: “نجد أنّ بعض عواطف المراهقين لا تكون صحيحة وواقعية بناءً على المفاهيم العامة للناضجين، ذاكرة للفتيات بعض الأمثلة كولع المراهِقة بالمعلمات أو شخص متقدِّم في العمر أو شخص في قنوات التواصل الاجتماعي أو بطل في قِصة أو شخصية مشهورة”.

واستشهدت ببعض الدراسات العلمية التي تقول بأن “توافق الإنسان خلال مرحلة المراهقة والرشد مرتبط إلى حد كبير بتوافقه في الطفولة، لذلك لابد من البناء المعرفي والنفسي بناءً جيدًا للأبناء”.

وذكرت الفروق الفردية بين المراهِقات والتي تعتمد على أمور كثيرة منها طبيعة الشخصية نفسها التي ولدت عليها الفتاة والتي نراها من خلال طبيعتها الهادئة، والانفعالية، والإبداعية قائلة: “إن في هذه المرحلة تكون حاجة المراهِقة للوالدين وقربها منهما أكثر وذلك من خلال التغيرات الفسيولوجية التي تحدث وتظهر عليها”.

ولفتت الزوري إلى أنّ كل مراهق هو حالة خاصة ومتفردة بحد ذاتها، فلا نستطيع أن نقول البنت أسهل أو الولد أسهل، مضيفة أن هناك عدة عوامل تتحكم في ذلك، ولكل منهما مشاكله الخاصة وصراعاته وهمومه وشخصيته، وتبعًا لذلك طريقة التعامل التي تتناسب معه.

ونصحت الوالدين والمربين بأن يكونوا بالقرب منهم وأصدقاء لهم لأن الصداقة مع المراهِق هي أقوى سلاح لحمايته وتقبّل أخطائه ومن ثم إصلاحها.

واختتمت قائلة: “لابد من احتواء الأبناء منذ نعومة أظافرهم حتى ينمو الحب والصدق بداخلهم وتكون علاقتنا بهم علاقة قوية فلا يلجأون لغيرنا وقت الحاجة، وهذا ما يجعلها رحلة تربوية ممتعة”.

جاء ذلك خلال المحاضرة التثقيفية (مراهقتي والمشاعر) التي قدّمتها الزوري للفتيات يوم الثلاثاء 2 نوفمبر 2021م في مركز سنا للإرشاد الأسري التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس.



error: المحتوي محمي