سعيد الزاير إنسان استثنائي

حين يرحل الإنسان يذهب كل شيء يتعلق به، ولا يبقى إلا عمله وسمعته وأثره الطيب، الذي يتركه في نفوس الناس ببصماته المميزة في المجتمع، وعندما أردت الكتابة عن الراحل الفاضل “سعيد الزاير” صاحب الروح والقلب الذي يتسع للجميع ويمتلك من الأخلاق العالية ما يكفيه دهراً!! هنا يقف قلمي عاجزاً عن سرد المواقف والأعمال الطيبة التي تمثل هذا الرجل الإنسان وصاحب المواقف الإنسانية دون تفاصيل.

في يوم الأربعاء شاءت إرادة الله أن يرحل هذا الإنسان الاستثنائي، بعد معاناة مع المرض وهو صابر مؤمن بقضاء الله، وكان رحيله يعد موجعاً للجميع حيث إنه رجل في إنسان، بل كان مسكوناً بهاجس الكرم والنبل غير العادي! ولعلني أصفه بأنه يشبه المطر الغزير الذي ينزل على الأرض، من خلال حبه للعطاء للمعروف وسعيه في طرق الخير في معظم المناسبات وكان سباقاً في ذلك، ولن أغالي في وصفه حتى أصبح من يراه يعتقد أنه لا اهتمام ولا شغل له إلا في مجال الخير والكرم واحترام الجميع، خيره على كثير من الناس بأعداد لا تعد ولا تحصى بحمله هذه الرسالة الإنسانية التي حملت اسمه عالياً.

أحب الجميع صغاراً وكباراً والقريب والبعيد، وكانت له لفتات تميزه في التعامل مع الأطفال وتقديم الهدايا والألعاب لهم و زيارات الآخرين في مختلف المناسبات، يشغل وقته رغبة وحباً في السؤال عن الجميع والاهتمام بأدق التفاصيل.

كان الجميع في وجوده يشعر باهتمامه ورعايته وتميزه عن الآخرين، لقد منح الله هذا الرجل الفاضل سمات عظيمة وصفات مميزة، وأهمها حرصه الشديد على القيام بالواجبات ومبادراته في أداء الصلاة في المسجد، رغم شدة مرضه، فقلبه معلق بالمساجد والمجالس الحسينية، وكان يشارك بصوته بإحساسه وبما يملك، ولذلك كان محبوباً من الجميع، حيث نذر نفسه لخدمة آل البيت ولقضاء حوائج الناس، باختصار إن المرحوم الفاضل كان مثالاً صادقاً للعبادة والصلاح والتقوى، سيتذكره المجتمع بالرجل المتواضع والكريم.

هنيئاً لأبي وسيم هذه السيرة العطرة والخاتمة الحسنة إن شاء الله، يا الله لقد ارتجفت مشاعري واهتزت، حينما علمت بأن آخر ما تلفظ به قبل رحيله بقوله يا فاطمة الزهراء ! وقبل أن أضع قلمي أعزي زوجته الغالية أم وسيم فوزية أبو السعود، تلك المرأة الفاضلة المؤمنة السائرة على أثر زوجها، كما أعزي العزيزات كريماته وأخواته والعائلة الكريمة.



error: المحتوي محمي