هناك أمل

رن هاتفه. فتحه. أجاب: نعم أنا محمد حسن، من المتحدث معي؟ أجابه: معك اختصاصي المختبر، أود أن أخبرك خبرًا أتمنى ألا يزعجك.

رد محمد: هل أنت متأكد من الشخص المطلوب؟ أنا لم أذهب لأي مستشفى لعمل أي تحليل! قال الاختصاصي: التحليل لا يخصك بل يخص ابنتك (زينب). هل هي متزوجة؟ قال محمد غاضبًا: عن أي حماقة تتحدث؟! لماذا هذه الأسئلة؟!

أجاب الاختصاصي: أعتذر منك لهذا التطفل ولكن أمامي نتيجة تحليل. المريضة حامل منذ ٣ أسابيع.

صمت محمد لحظات ثم قال: أظنك مخطئًا في الاتصال. قال الاختصاصي: عفوًا لست مخطئًا؛ فأنتم تراجعون مركز صحي (5) ونعرفكم جيدًا.

أغلق محمد الهاتف واتجه نحو البيت وهو يفكر في الأمر. لابد أن أحدهم يمزح معي هذه المزحة السخيفة أو أنه يريد أن يشككني في سلوك ابنتي. فلا يعقل أن تكون ابنتي العاقلة قد ارتكبت هذه الحماقة الكبرى. بدأ الشيطان يتسلل لتفكيره، وصل البيت والشرر يتطاير من عينيه.

صرخ بأعلى صوته: أين هي؟ أين هي؟ حضرت زوجته مرعوبة! سألته: ومن هي؟! أجابها بغضب ابنتك الـ! قالت له زوجته اهدأ لنعرف ما هي قصتك ولماذا هذا الغضب؟ أجابها محمد وهو غاضب: لقد سودت وجهي بفعلتها. قالت زوجته أرجوك اهدأ. لم أعهدك بهذه الصورة. ماذا حدث؟! قال محمد: لقد اتصل بي اختصاصي المختبر في المركز الصحي (5) وأخبرني أن زينب حامل.

نظرت له زوجته وقالت: هل تشك في ابنتك يا عزيزي؟! لقد تربت ابنتنا على القيم والسلوك السليم، ابنتنا عاقلة محافظة على حجابها وعفتها، ما هذا الكلام الذي أسمعه منك يا عزيزي؟!

قال محمد: وأين هي الآن حتى أسمع منها القصة؟! قالت زوجته: ابنتك ليست في البيت لقد ذهبت لبيت جدها.

ازداد غضبًا وصرخ قائلًا: ومن الذي أوصلها، وكيف تسمحين لها أن تذهب بمفردها؟! قالت زوجته: ما بك يا عزيزي هل أصاب تفكيرك الشلل؟ أنسيت أنك أنت الذي أوصلتها منذ ساعة؟!

توقف لحظات وجلس وتعوذ من الشيطان الرجيم، وقال: لا أستطيع التركيز.

اقتربت منه زوجته وقالت: يا عزيزي لقد ذهبنا للمركز الصحي يوم أمس ومعي زينب التي كانت تعاني من صداع. أنسيت ذلك؟! نظر لزوجته وقال: ثم ماذا؟

أكملت الزوجة قائلة: لقد عملنا الفحوصات، وطلبتُ من الطبيبة أن تعمل لي فحص اختبار حمل. سألتني الطبيبة عن عدد أولادي فأجبتها أن زينب هي ابنتي الوحيدة ومنذ 15 سنة وأنا أحاول في الحمل الثاني ولقد راجعنا عدة عيادات بخصوص الحمل وجميع الأطباء قالوا إن الحمل مستحيل. فابتسمت الطبيبة وقالت لي إن شاء الله تكونين حاملًا. وجهك يقول إنك حامل. إن هذه الطبيبة هي من الذين يمتلكون براءة في قلوبهم وبمجرد الحديث معهم يزرعون بداخلك الأمل والتفاؤل وحب الحياة بقربهم.

ابتسمت الزوجة واغرورقت عيناها بالدموع وقالت: أيعقل بعد 15 عامًا أن أحمل مرة أخرى!

نظر لزوجته قائلًا هل أنت متأكدة؟ وكيف اتصل علي وقال إن زينب هي الحامل؟! أجابته زوجته وهي تبتسم وكيف تكون حاملًا وهي لم تعطهم أي عينة تحليل للدم أو البول. أظن أن الممرضة قد كتبت على عينة البول رقم ملف زينب وليس رقم ملفي! هيا يا عزيزي لنذهب للمركز الصحي ونعرف تفاصيل هذا الخطأ. وتذكر يا عزيزي أنه يجب أن يكون إحساسك إيجابيًا مهما كانت الظروف ومهما كانت التحديات ومهما كان المؤثر الخارجي.

هدأ وقال لزوجته: حقًا أنت تطبيق عملي للحكمة: التفاؤل يمنحك هدوء الأعصاب في أحرج الأوقات.



error: المحتوي محمي