أمل على شرفة الحياة

في هذه السطور ستكون البطولة لحرف الـ(أ) ليكون بداية كل كلمة لها تعابيرها. بعدها تبدأ قصة الأمل والتي تحمل معها أول حروفها الأبجدية.

وتسرد قائلة: إن مع ضوء وإشراقة شمس كل صباح تقف تلك الطفلة ذات الخمسة أعوام على شرفة غرفتها كل يوم حيث بصيص ضوء الشمس يتسلل لها من خلالها ليلقي بشعاعه على بؤبؤ عينيها وتبدأ حينها معه تجديد كل آمالها وأحلامها، وبينما هي كذلك وإذا بها تلذذ مسامع أذنيها بدبدبة خطوات أرجل المارة القاصدة نحو هدفها العلمي وبدء مشوار الحياة الاعتيادية للالتقاء بأدراج ومقاعد الدراسة وإلقاء التحايا لرسول العلم، كما أنها تترنم وتهمهم مع زقزقة العصافير التي بدأت رحلة عيشها على تلك الأشجار الشامخة، وتفتح الأزهار الزاهية بألوانها، لترتسم علاقة حميمية بينها وبين تلك النحلة التي تمتص رحيقها لتنشئ مملكتها.

حينها يدق الحنين ناقوسه بين حناياها ويسرح خيالها بألم وأمل وأمنيات قائلة مهمهمة بشفتيها ونبض قلبها: يا ليتني من ضمن تلك المجموعة المارة التي تسير نحو هدفها!

فأمل ابنة الخمسة أعوام التي لم يتسن لها حينها أن تشق طريق الدراسة وطلب العلم؛ كان بمثابة هاجس يراودها كل حين ويترك الأثر في نفسها ولكن اسمها كان لها نصيب منه، حيث ظلت تنتظر تحقيق أملها إلى أن حان وقت تحقيق الأمنيات من خلال قفزة على مطبة الطريق اجتازتها بكل قوة وصلابة، فها هي تشق طريق الدراسة وإن كان متأخرًا إلا أن إصرارها على الوصول لهدفها جعل منها إنسانة قوية ذات إرادة وشموخ عالٍ في الوصول لتحقيق هدفها والتي لطالما حلمت بتحقيقه، وبالفعل حازت أمل على وسام الدراسة العلمية وإكمالها برغم وعورة الطريق وصعوبة الظروف إلا أن كل من حولها يرفع لها يد العون في التشجيع وتحفيز الهمم.

وخلال مسيرتها كانت بمثابة النحلة التي تشق طريق امتصاص رحيق وعبير وشذى رائحة الورد كناية عن العلم والذي اقتطفته من كل مرحلة من مراحل عمرها، ومن كل حديقة كانت تجول بفنائها، وبكل شريحة من أفراد مجتمعها باختلاف وتعدد مناطقهم ولهجاتهم وثقافاتهم، وهي مدركة أنما هي أبواب السماء تفتح لها لترشف مطرها ولتسقي كل رحلة وكل مرحلة كانت تحلق على أجنحة طيرانها لتتسع آفاقها.

رسالتها هنا
تدونها على ورق من ذهب وبأقلام فضية؛ وهي: إننا نستطيع أن نستلهم كل صنوف الإرادة والعزيمة وتحقيق الآمال بكل جوارحنا وإن واجهتنا عقبات وتأخرت إلا أنها لابد أن تتحقق.



error: المحتوي محمي