اختصاصية تنفسية: «وجودكم حسسني بالأمان» من المواقف التي أثرت في نفسي مع مريضة التهاب رئوي الحاد

مقيدة حياتهم بعد الله بأجهزة تنفسية صناعية وأنابيب مختلفة الأطوال والأحجام، وأسلاك كهربائية وقساطر، وضوضاء تشعرهم بالهلع والخوف وتشل حركتهم، وفجأة وبلا مقدمات يحاطون بوجوه غريبة، وأصوات مُزعجة، وتجارب مريرة، مكتظة بالمرضى بمختلف معاناتهم، وفي وسط هذه الأجواء المرعبة والمليئة بالتوتر والأرق والانزعاج، تحدث مواقف مؤثرة تتجلى بها أسمى معاني الاحتواء والأمان وتبقى بصمة عالقة بالذاكرة ولا تُنسى يمر بها اختصاصيو الرعاية التنفسية في العناية المركزة.

هكذا عبرت اختصاصية الرعاية التنفسية انتصار آل دهنيم عن الموقف الذي أثر في نفسها، خلال الفعالية التعريفية والتثقيفية التي نظمها قسم الرعاية التنفسية بشبكة القطيف الصحية، يوم الثلاثاء 2 نوفمبر 2021م.

وقالت “آل دهنيم” لـ«القطيف اليوم»: “كانت في المستشفى مريضة بالعناية المركزة تُعاني من فشل رئوي حاد ولا تستغني عن جهاز التنفس الصناعي، ودخلت في حالة من الخوف بسبب نقص الأكسجين أو انفصال جهاز التنفس عنها، وظلت لأشهر في المستشفى حتى أصبحت كفرد منا، وتعلقت بنا وتعلقنا بها وفي إحدى المرات دخلت عليها الغرفة وبدأنا بتجاذب أطراف الحديث حتى غفت عيناها ونامت قليلًا فسألتها لماذا نمتِ؟ فقالت وجود اختصاصي التنفس معي يحسسني بالأمان”، معلقةً: “هذه همسة حانية جعلتني عاجزة عن الرد، فالحمد لله على نعمة الصحة ومساعدة الآخرين وطمأنة القلوب”.

وذكرت أنه ليس هناك مكان معين لاختصاصي العلاج التنفسي، وهو يتواجد في أغلب الأقسام في المستشفى وأهمها؛ العناية المركزة بمختلف أنواعها للبالغين وحديثي الولادة، ومختبر فحص وظائف الرئة، وقسم إعادة التأهيل التنفسي، وقسم العمليات والتنويم والطوارئ، والمناظير الطبية للرئتين، وقسم العناية المنزلية.

وبينت أوجه الشبه والاختلاف في العمل بالعناية المركزة للكبار والعناية المركزة لحديثي الولادة قائلةً: “يتشابه العمل في العناية المركزة للكبار والعناية المركزة لحديثي الولادة والخدج، في أن اختصاصي الرعاية التنفسية يدعم مرضى المشاكل التنفسية والذين لهم احتياجات متفاوتة تتراوح من نسبة بسيطة من الأكسجين وبعض الأدوية إلى جهاز التنفس الصناعي في الحالات الحرجة جدًا، بينما يكمن الاختلاف في أن حديثي الولادة والخدج لديهم جهاز تنفسي لم يكتمل نموه بعد، وبحاجة لبعض المتطلبات المختلفة والدقة الشديدة في التعامل معهم”.

وأكدت “آل دهنيم” أن حالات كثيرة احتاجت جهاز التنفس الصناعي في العناية المركزة للأطفال الخدج وتحسنت، ونرى بعضًا منهم في فعالية اليوم العالمي للطفل الخديج، والتي تقام سنويًا وقد كبروا وفي صحة جيدة، مشيرةً إلى أن صغر حجم الطفل الخديج وحساسية وضعه وحاجته الدائمة للمراقبة هي من أكبر الصعوبات التي نواجهها معه.

وأوضحت أن مهنة الرعاية التنفسية تتطلب من الممارس أن يقوم بدور ريادي في ممارسة المهام المطلوبة منه، وذلك من أجل تقديم خدمة أفضل للمرضى عن طريق معاينة وتقييم المرضى الذين يُعانون من أمراض الجهاز التنفسي، وإجراء الفحوصات التشخيصية المتخصصة والتي تشمل اختبار وظائف الرئة، وفحوصات جهاز القلب والرئتين، وقياس غازات الدم وغيرها، لافتةً إلى أن وجود الرعاية التنفسية في المستشفى يُساهم في ارتفاع نسبة شفاء المرضى.



error: المحتوي محمي