صناعة الألواح الزخرفية الجصية بالقطيف

في بداياتي عام (2017) لم يكن لديَّ الإلمام الكافي بصنعة أو حرفة الزخارف الجصية بأنواعها (القيطان والمصمت والمفتوح والحمائم والتيجان.. إلخ)، مكتفيًا في بداياتي بالمشاهدة والرسم وتدوين الملاحظات والمعلومات والمتعة البصرية ورصد وتصوير وتوثيق للعمارة التقليدية والزخارف للمباني والبيوت بالقطيف، وما أريده تحديدًا ومن خلال هذا الاهتمام والمعرفة الدقيقة والموضوعية الكافية في تفاصيل هذه الحرفة من هويتها ومكان صنعها ومقاساتها وألوانها (الأبيض والبيج والبيج المائل للبني والمائل للأحمر)، وأشكالها المختلفة منها المستطيلة والنجمية والهلالية والمربعة والدائرية والشريطية وأواني الزينة (المرش ودلة القهوة) وتنوعها وجودتها، إلا أن قلة المصادر والمراجع والظروف المكانية والزمانية وقفت مانعًا وحاجزًا ومعطلًا في كثير من الأوقات لمعرفة الإجابات عن هذه الأسئلة وغيرها من الاستفسارات، أدى إلى صعوبة الوصول لتفاصيل هذه الحرفة والتي تميزت بها العمارة التقليدية بالقطيف عن غيرها.

وكنت في كثير من القراءات والأبحاث أستعين بعدة قنوات منها قوقل واليوتيوب والبرامج الوثائقية والكتب والمراجع المتخصصة واستنطاق كبار السن أو ممن مارسوا حرفة البناء ومن خلال التواصل والحوار مع بعض المهندسين والمؤرخين والباحثين والمهتمين والأدباء والحرفيين الأساتذة البنائين من مختلف المناطق، إضافة إلى التنقل والسفر لبعض مناطق وقرى المملكة التي لها اهتمام وبصمة في الزخارف الجصية (الثميري والباحة وحائل وجزيرة فراسان والأحساء وغيرها).

وفي صباح الجمعة 29 أكتوبر 2021 وأثناء جولتي بقلعة القطيف تحديدًا فريق الزريب بجانب بيوت عوائل المصطفى والخميس والعوامي والخنيزي والمغسل الكرام وحسينية الزريب، ومسجد المسألة، وقعت عيني على لوح زخرفي جصي (مائل للأصفر البيج) مكتمل دون أن يصاب بأي تلف، استوقفتني هذه الجصية الجميلة الرشيقة! أولًا لاختلاف لونها ومقاساتها وجودة الجص ودقة الحفر مقارنة بشبيهاتها الجصيات السابقة والتي كنت أشاهدها على مدى عدة سنوات! ولكي تتضح وأؤكد المعلومات لهذه الجصية الزخرفية وذلك من خلال رسمها بورق الشفاف المقوى، وتصويرها فوتغرافيًا وتأملها بدأت تتضح بعض الإجابات التي كنت أبحث عنها، مما يجعلني أستفيد منها للمقارنة والدراسة حول الكثير من مواضيع ومفردات الزخارف الجصية، وأهم هذه المعلومات، التي تم البحث فيها والتركيز عليها! أين تصنع وجودتها وإعداد مكان الجص وأنواعه وكيفية صناعته ومسميات الجصيات الزخرفية ومقاساتها.

والملفت للنظر أن إنتاج وصناعة الزخارف الجصية بالقطيف بأنواعها ومقاساتها تختلف من منطقة لأخرى بل من مكان إلى آخر في نفس المنطقة، بالإضافة إلى نوع الطين وفرادة وتنوع وكثرة الزخارف بشكل واضح وبيَّن بالمباني والبيوت القطيفية.




error: المحتوي محمي