يسألونني: كيف تمدح أكثر من أهلِ منطقة في عموم الوطن؟ أجيبهم للحبّ في القلبِ نوافذ وشبابيك لا تعدّ ولا تحصى، فعندما يُمدح أهل القطيف لا ينقص من غيرهم مثقال ذرَّة من الحبّ!
أما سبب هذه المدحة فهي عابرة التقطتها من أخبار اليوم حيث نشر في «القطيف اليوم» – إحصائية تؤكد هذا التميز. نقل الموقع إحصائيةً رسميَّة صادرة عن وزارة الصحة تذكر أن ستينَ طبيبًا على مستوى المملكة حصلوا على معدلات رضا في قياس تجربة المريض. ومن بين هؤلاء ٢٠٪ أطباء وطبيبات من محافظة القطيف تميزوا في طبّ الأسرة والأسنان والطبّ العام والتخصصات الطبيَّة الأخرى.
ظواهر رائعة تستحق الإشادة والتنويه، وحث الأبناء والبنات على النظر لهذه الأمثلة الرائدة وأخذ العبرة الإيجابية منها. أينما وجد التميز يستحق التصفيق والإعجاب، في الطبّ والهندسة وكل أنماطِ العلوم والتخصصات، حتى يرغب كلُّ أبناء المجتمع والوطن في التعليم والرقي!
التميز لا يأتي عبثًا، فهؤلاء أبناء وأحفاد أجدادٍ وجدَّات عملوا في حرارةِ الشمس وفي هدوء الليل، وطالما حلموا بأن يكون أبناؤهم مبدعين. هم عملوا وشقوا، وصارت أحلامهم في الأبناءِ والبناتِ واقعًا، فطوبى لهم. وأظن أن هذا التميز سوف يظل سمةً حلَّت ضيفةً عليهم ولن ترحل أبدًا عنهم.
لا يبقى سوى التهنئة لكلِّ مجتهد – كل طبيبة وطبيب – عمل بجد، ولعلي لا أستثني بُنَيَّاتي الثلاث الطبيبات – والطبيبات من العائلة – اللاتي حققنَ ما عجزتُ عن تحقيقه لنفسي، هنيئًا لكم كلكم دونَ أسماء.
من ذكريات تعليمي للأبناء والبنات، كنت أسألهم ثلاثة أسئلة، وربما لم يكونوا يدركون الهدف آنذاك: ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟ كيف تصل لتلك الرغبة؟ هل أنت في الطريق؟ أسئلة زرعت في أذهانهم خارطة لتحقيق أحلامهم دون أن يدركوا، فكلهم تقريبًا جاءت دراستهم – بفضل الله – فيما اختاروه صغارًا!