أوضح رئيس قسم العظام بمستشفى القطيف المركزي باسل آل جواد أن هناك إحصائية أجرتها جامعة الأمير عبدالرحمن بن فيصل في عام 2019، على مستوى المملكة العربية السعودية خلصت إلى أن عدد حالات الكسور الناتجة عن هشاشة العظام 175 ألف حالة كسر، استنزفت من ميزانية الدولة ما يُقارب مليارين ونصف المليار ريال، لافتاً إلى أن هذا الرقم يعتبر مُخيفًا ويستدعي تكثيف الحملات التوعوية والتثقيفية للتعريف بمرض هشاشة العظام وكيفية الوقاية منه ومن مخاطره قبل الإصابة به.
وعرّف آل جواد مرض هشاشة العظام بأنه مشكلة شائعة تصبح العظام فيها ضعيفة وسهلة الكسر، وتتطور ببطء على مدى عدة سنوات، منوهًا بأنه غالباً ما يتم تشخيص المرض عند حدوث سقوط طفيف، أو تأثير مفاجئ يسبب كسر العظام.
ولفت إلى أن النساء أكثر عرضة لخطر الإصابة بهشاشة العظام بعد انقطاع الطمث، ويُطلق عليه ترقق العظام والمرض الصامت.
وتناول استشاري جراحة العظام والمفاصل كامل مسلم البوري أسباب الإصابة بهشاشة العظام وذكر منها: استخدام بعض الأدوية مثل الكورتيزون عن طريق الفم بجرعات عالية لفترة طويلة، وتناول عقار الهيبارين مانع التجلط، وبعض أدوية الصرع كدواء الفنيتوين، وكذلك الإصابة ببعض مشكلات الغدد وإنتاج الهرمونات.
وأشار إلى أن تناول الخمور والكافيين المفرط والتدخين، والتقدم في العمر، ونقص هرمون الغدد التناسلية، ونقص الكالسيوم أو فيتامين “د”، وقلة النشاط البدني، وكذلك التاريخ العائلي لكسور هشاشة العظام ونقص وزن الجسم من العوامل التي تُشكل خطورة للإصابة بهشاشة العظام، موصياً بالاهتمام بالغذاء الصحي كالحليب ومشتقاته والفواكه والخضراوات والحلبة والشاي والتعرض لأشعة الشمس.
وأكد اختصاصي العظام أحمد عبدالله آل صفر عدم وجود أعراض لمرض هشاشة العظام في المراحل المبكرة، ولكن عند تقدم الحالة قد تظهر بعض الأعراض، وتشمل؛ حدوث ألم في أسفل الظهر بسبب كسر أو تفكك الفقرات، وانحناء الظهر، وقصر القامة مع مرور الوقت، وكسر العظم بسهولة أكثر من المتوقع، لافتاً إلى أن كسور عظام الورك هي أخطر الكسور حيث تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان والتي تنشأ بعد العمليات الجراحية، وخصوصاً لدى كبار السن، وقال: “إن 30% يتوفون بمضاعفات الكسور الناجمة عن هشاشة العظام في أول سنة؛ لذا يتوجب توخي الحذر من السقوط عند الإصابة بالهشاشة”.
وتطرقت اختصاصية العظام زينب علي آل سيف إلى خطوات منع السقوط وتأمين المنزل ضد السقوط، عن طريق إزالة المخاطر وتركيب قضبان الإمساك واستخدام إضاءة إضافية، وأداء تمارين رياضية منتظمة ومناسبة لتحمل الوزن وتقوية العضلات إلى جانب التمارين الرياضية لتحسين التوازن، إضافةً إلى ارتداء أحذية مريحة ذات دعم جيد ولا تُسبب الانزلاق، مع ضرورة المحافظة على نظام غذائي صحي يحتوي على الفواكه والخضراوات الطازجة والأطعمة الغنية بالكالسيوم.
ولفت اختصاصي العظام حسن عبدالحكيم آل خليفة إلى أن الأشعة السينية التقليدية لا تستطيع قياس كثافة العظام، ويُعد فحص DXA المستخدم لقياس كثافة عظام العمود الفقري والورك أكثر الأساليب شيوعاً لتقييم خطر الإصابة بهشاشة العظام.
وتحدث الاختصاصي آل خليفة عن طرق العلاج، مبينًا أنها تعتمد على عدة عوامل منها؛ عمر المريض والتاريخ المرضي ونتائج التحاليل وبناء على كل ذلك يوصف العلاج المناسب إن كانت أدوية أو إبر تؤخذ كل ستة أشهر أو كل سنتين.