بُشْرَى مِنَ الغَيثِ تضفي لَمْسَةَ السَّحَر
بها تفرَّدَ وجهُ النُّورِ كالقَمَرِ
من وجهةِ البَوح مرَّ الوحيُ مبْتَهجًا
ليُخْبِرَ الكونَ عن معناهُ في الأثَرِ
تعرَّشَ الحبُّ موصوفًا بلا عددٍ
لهُ الهيامُ سَرَى في القَلْبِ والنَّظَرِ
ياسيدي ثملٌ والعِشْقُ آسرني
فبصَّرَ الغيبُ بين الرُّوحِ والقَدَرِ
هَمَمْتُ أنْشُدُ في الآفَاقِ أُعْلِنُهَا
محمَّدٌ يا غرامًا جاءَ بالسُّرَرِ
امنح مع الطَّيفِ ألحَانًا أُردِّدُهَا
محمدٌ يا ضياءَ الكونِ للبَشَرِ
يُؤثِثُ الوجدُ للنِّعْنَاعِ متَّسَعًا
بَدَا الثَّراءُ بهِ في غصنِكَ النَّضِرِ
قرآنُ نورِكَ لمَّا الحقُّ أنْزَلَه
صوتٌ يشُّفُّ صدى الأنحاءِ بالخَبَرِ
يا للتِّلاواتِ تَعْلُو حين تَرْفَعُها
لحنًا تقطَّرَ بالأَنْدَاءِ كالمَطَرِ
هَدْيُ النُّبوةِ يا ألله تُلهمُنَا
نهجًا تقدَّسَ بالمَعْنَى مع السُّوَرِ
نَما اليتيمُ بها في ظلِّ متكئٍ
شدَّ اللَّيَالِي مع الأيَّامِ بالكَدَرِ
حتَّى اسْتَويتَ وكان العُمْرُ ممتحنًا
ليُدْرِكَ اليتمُ ما أبْدَيْتَ في الصِّغَرِ
آذَوكَ يامن أحبَّ الله فاقتسمتْ
نبوءة الحبِّ في الآفاقِ كالدُّرَرِ
قد جِئْتَ بالحقِّ تَحْنُو في مشَارِقِهَا
صبرًا تخطى يفوقُ الصَّبرَ في الأثرِ
لمَّا حَمَلْتَ عَنَاءَ الْجَهلِْ منْ كَمَدٍ
تَمْشِي على الأرضِ مَمْدُوحًا بلا ضررِ
يا قابَ قوسين يعلو في تشَهدِّهِ
بكَ اسْتَتمَّ الهُدَى منْ أَرْوعَِ الصُّوَرِ
كلُّ الدِّيَانَاتِ تَنْأَى بين مُعْتَقدٍ
والدِّينُ يبقى بنهجٍ زاهرٍ عَطِرِ
يا رحمةً في عظيمِ الشأنِ منبعها
صلَّتْ عليكَ صدى الأذْكَارِ والسِّوَرِ