قدمت الفنانة كفاح الدخيل في اللقاء الأسبوعي لجماعة الفن التشكيلي بالقطيف ورشة بعنوان “فن السَّكب”، والتي عُدّت أوَّل ورشة عملية في الصالة الجديدة لجماعة نادي الفنون بالقطيف.
واستهلت الفنانة الدخيل الورشة بتعريف أدوات (فن السَّكب) للحضور، وهي: خليط رباعي يتكون من ألوان إكريلك ومادة فلوود أو غراء خشب كبديل (لإضفاء سيولة للألوان)، وزيت السيليكون أو كبديل زيت جوز الهند أو سيروم الشعر (لإعطاء تأثير الخلية)، وماء (لتخفيف الخليط عند الحاجة)، وعصا لتوزيع الألوان، وسشوار لدفع الخليط بالهواء، وولاعة لهب (للتخلص من فقاعات الأكسجين)، أما الخامات المستخدمة فهي: قماش الكانڤس، والخشب، والفخار، والزجاج الخشن والبلاستيك.
ونوهت إلى أهمية التأسيس الأولي خصوصاً في بعض الخامات كالخشب لمنع التشرب، مستشهدة بكلام الفنان زمان جاسم عن أن مادة الـ”ريزن” تختلف عن السيليكون وعن خليط السّكب فالأولى إذا تعرضت إلى اللهب تشتعل.
وبدأت بعمل عدة لوحات بتقنيات متعددة يجمعها عنصر المفاجأة الذي يعدَّ من أهم ما يميز (فن السَّكب)، مشيرة إلى أن النتائج النهائية لكل لوحة غير متوقعة، كما يستحيل في (فن السَّكب) تكوين نسختين متطابقتين مما يجعل لكل عمل بصمة خاصة.
وتفاعل الحضور بآرائهم، قبيل ختام الورشة، حيث اعتبر الناقد والفنان التشكيلي عبدالعظيم آل شلي وجود تجارب خاصة للفنان بجانب المهارة من الأمور المهمة والجميلة، فيما وصفت الفنانة منى الشيخ مشاركة فن السكب مع الأطفال واللعب معهم بعد تحضير الخليط لهم بأنها شيء فيه الكثير من المتعة الفنية.
وأبدى الفنان محمد المصلي إعجابه بِتعامل الفنانة مع اللَّون بطُرُق مختلفة خارج المُعتاد، وقال: “إنَّ أحد وظائف الفنان إبداع طُرُق جديدة للتَّعامل مع اللون”، بينما اتَّفق الكثير من الحضور على أنَّ مجرد المشاهدة لـ(فن السَّكب) تُعطي راحةً نفسية، حيث عد الفوتوغرافي علي العيد مشاهدة (فن السَّكب) من الأمور المساعدة على النوم سريعاً.
وفي النهاية، أثنى الحضور على إصرار الفنانة في تعلمها (فنَّ السَّكب) ذاتياً واستخدام بدائل محلية للمواد الأساسية، ونقل تجربتها إلى الفنانين ببساطة وإبداع.
يشار إلى أن الفنانة الدخيل بدأ شغف تعلُّم (فن السَّكب) لديها مُنذ سنوات، وكانَ الإنترنت هو المصدر الوحيد لديها للتَّعلُّم، وكانت الدروس المتوفرة على الإنترنت باللغتين الألمانية والفرنسية فقط، وطورت مهارتها رغم صعوبة إيجاد مستلزمات (فن السَّكب) محلياً، إلَّا أن ذلك لم يقف عقبة في طريقها إلى التعلم، ولديها الآن مشاركات كثيرة في معارض وفعاليات مختلفة.