أجزم بأن كل من حضر بالأمس مهرجان الوفاء بسنابس كان سعيداً، وأنه قال في نفسه: طعم التكريم في حياة الإنسان له وقع كبير على النفس، وأجزم أن الجميع يؤيد نظرية إن أردت أن تحتفي بإنسان فاحتفي به في حياته لا بعد مماته.
عاشت جزيرة تاروت بأكملها عرس سنابس، العرس الذي طالما انتظره أهالي سنابس، احتفاءً بنجم النجوم حسن حبيب الأبيض، هذا اللاعب الأسطورة، الذي أقعده المرض، بعد رحلة طويلة مع الملاعب والأهداف.
عاش الأبيض في زمن النجوم، زمن الأمجاد الرياضية، زمن الكباتن في كرة القدم بنادي النور بسنابس، الزمن الجميل للعلاقات الاجتماعية، وقد ذكر البعض منهم على منصة التكريم حتى لا أعيد ذكر البعض منهم، وسوف أكتفي بالقول إن كل من كان في تلك الحقبة من الزمن كان نجماً، وكذلك من كان بعدهم.
أما الوفاء فقد كان من شيم الأوفياء الكرام، فقاد الكابتن عبدالله العبندي سفينة الوفاء كما قاد الفريق في ذلك الزمن ومعه فريق جميل يحمل ذات الصفات، قاد السفينة بحب، حتى وصل إلى مرسى سنابس، ذلك المرسى الذي طالما استقرت به قوارب الصيد لبحارة سنابس، وطالما كان مصدراً للخير، وهناك في نادي النور كان النجوم يلتقون أيضاً على الحب، فكان الوفاء حباً متدفقاً لمن يستحق الوفاء.
غمرتني الفرحة كما غمرت الجميع من أهالي المنطقة الشرقية في ليلة الوفاء، وشعرت بنشوة الفرح وأنا أرى المحتفى به سعيداً سعادة ما بعدها سعادة، التف حوله محبوه، وكاد الجميع يطير من الفرح، وتحدث من تحدث عن مسيرته الرياضية والاجتماعية، وأجمعوا كلهم أن ما يميز المحتفى به هو حسن أخلاقه وكرمه ومهاراته.
هكذا هو الحب، هكذا نحتفي بمبدعينا.. نحتفي بهم في حياتهم.
دمتم أوفياء.