أكد اختصاصيون على ضرورة زيارة الطبيب النفسي عند ظهور أعراض الاكتئاب وأفكار وميول لإيذاء الذات واضطرابات النوم لمدة زمنية طويلة وعدم التمكن من السيطرة عليها.
وحذروا من تأثير الصحة النفسية على الصحة الجسدية، مبينين أنه كلما زادت الاضطرابات النفسية ازدادت الأمراض الجسمية، مما يؤثر على مناعة الجسم التي تقلل مع الضغوط النفسية وتتسبب في ظهور الأمراض والمشاكل الصحية.
جاء ذلك خلال الاحتفاء باليوم العالمي للصحة النفسية 2021 الذي نظمه قسم الصحة النفسية بشبكة القطيف يوم الثلاثاء 12 أكتوبر 2021 في بهو مركزي القطيف، تحت شعار “الرعاية الصحية النفسية للجميع”، وبالشراكة المجتمعية مع جمعية تاروت الخيرية، وبحضور رئيس تشغيل شبكة صحة القطيف الدكتور رياض الموسى.
وأكد اختصاصيون خلال الفعالية أن كل إنسان يمر بالأوقات يشعر فيها بضغوطات نفسية مختلفة الأشكال والشدة، وعندما يستطيع أن يُسيطر عليها ويقاومها بنفسه أو بالدعم الأسري ومن حوله ويتغلب عليها لا يحتاج إلى مراجعة الطبيب النفسي، ولكن عند فقد السيطرة على إدارة الحياة اليومية والسعي نحو الأهداف الشخصية والاجتماعية وعدم السيطرة على مشاعر القلق والوسواس والاكتئاب لفترة طويلة وعدم استطاعته التعامل معها يجب الذهاب للطبيب النفسي، مؤكدين أن ذلك يعد أحد المؤشرات المرضية وحدوث تعطل عام وتدهور في حياة الشخص ووظائفه الاعتيادية وتشكل خطرًا جسيمًا عليه.
واشتملت الفعالية على عدة أركان ومنها: التثقيف الصحي، والخدمة الاجتماعية، ومكافحة العدوى، والرعاية الصحية المنزلية.
وأكدت الاختصاصية النفسية ومشرفة الفعالية فايزة العلق على أهمية الصحة النفسية وعلاقتها بالصحة العامة بشكل عام وأهمية الارتقاء بالخدمات النفسية وخاصة مع الجائحة وتأثيرها على حياة الناس بشكل سلبي من نواحٍ كثيرة، وكذلك أهمية نشر الثقافة لتعزيز الصحة النفسية.
وواصلت بأنه لابد من زيارة الطبيب النفسي عند ظهور أعراض الاكتئاب ووجود أفكار وميول لإيذاء الذات واضطرابات النوم لمدة زمنية طويلة وعدم السيطرة عليها، مشيرةً إلى أن الاكتئاب العرضي أو القلق والوسوسة لفترة قصيرة لا يلزم مراجعة الطبيب النفسي بسببها فهي حالة إنسانية طبيعية عندما تكون بنسب معينة وتحفز ولا تدمر.
وعرفت العلق الصحة النفسية بأنها حالة إنسانية يشعر بها الإنسان بالاستقرار والراحة والسعادة وتؤثر على إنجاز الإنسان وفاعليته في الحياة، وأشارت إلى أن الإحصائية تؤكد أن أكثر الحالات في ازدياد للبالغين القلق والاكتئاب، وعند الأطفال التوحد المكتسب وفرط الحركة لضعف التواصل الاجتماعي واللفظي والبصري مع والديهم، لافتةً إلى أن أصعب حالات مرت في المستشفى هي محاولات انتحار لدى فئة المراهقين وأكثرهم الإناث لطبيعة المرأة العاطفية والحساسة.
ووجهت رسالة للآباء والأمهات بضرورة مشاركة أبنائهم في اللعب والكلام وجميع الأنشطة والتواصل معهم وإعطائهم حق الأولوية.
وبينت الاختصاصية الاجتماعية ميرفت علي العجاج أن مصطلح الدعم النفسي الاجتماعي يستند على فكرة وجود مجموعة من الجوانب المسؤولة عن الصحة النفسية والاجتماعية للناس وجميع هذه الجوانب من التجارب البيولوجية والروحية والعاطفية والاجتماعية والثقافية والعقلية والمادية ولا يمكن فصلها عن بعض.
وقالت: “إن أهمية الخدمة الاجتماعية الطبية في المجال النفسي تأتي من خلال ملاحظة وجود مرضى مشكلاتهم وظروفهم الاجتماعية والنفسية واضحة التأثير في حالاتهم المرضية، وهؤلاء في حاجة إلى جهود الاختصاصي الاجتماعي بشكل يعادل حاجتهم إلى خدمات الطبيب وهيئة التمريض وإدارة المستشفى”، مؤكدةً أنه في الفترة الأخيرة تزايدت الأهمية بضرورة توسيع نشاط الخدمة الاجتماعية في مجال الصحة النفسية بعد أن شمل مفهوم الصحة للإنسان ولبيان ظهور أمراض جسمية يلعب العامل النفسي الاجتماعي دورًا مهمًا فيها.
ونوه الاختصاصي الاجتماعي بالطب المنزلي فاضل المخلوق بأن تقديم رعاية صحية للمرضى في منازلهم وتعزيز شعورهم بالأمان والاطمئنان في محيط أسرتهم دون الحاجة للتواجد في المستشفى بعد استقرار حالتهم يساعدهم في استعادة عافيتهم بشكل أفضل من النواحي الجسمية والنفسية والتأهيلية والاجتماعية، لافتًا إلى أن أكثر أنواع الأمراض شيوعًا الاكتئاب عندما يصل لمرحلة الكسل وعدم القدرة على تأدية المهام، إضافة إلى التوحد وثنائي القطب.
وتطرقت الاختصاصية النفسية غالية امعيلو إلى تأثير الصحة النفسية على الصحة الجسدية، قائلة: “كلما زادت الاضطرابات النفسية ازدادت الأمراض الجسمية، ومناعة الجسم تقل مع الضغوط النفسية وتظهر الأمراض والمشاكل الصحية”، مشيرةً إلى أن هناك علاقة مترابطة بين الصحة الجسمية والنفسية والاجتماعية.
ووصفت الاختصاصية النفسية دعاء أبو عبدالله وصفة سحرية للتخلص من الضغوط النفسية وذلك بالراحة النفسية والتأمل والاسترخاء وممارسة اليوجا والأنشطة البدنية وتناول الأكل الصحي.
وتحدث اختصاصي الأوبئة في قسم مكافحة العدوى بمستشفى القطيف المركزي جاسم المقرن عن الفروقات بين الجائحة والوباء وآثارهما وكيفية السيطرة على عدم انتقال العدوى والجهود والدعم النفسي الذي بذله القسم للمرضى وإلى الكادر الصحي وتعزيز الصحة النفسية لديهم لتخطي هذه الجائحة.