الاستعداد

إن الاستعداد يتطلب حالة من التطور في جميع المجالات العلمية، والعملية من دون حصر وهي ليست طفرة في حقبة من الزمن القصير، بل هي امتداد للتطور والتطوير المستمر، حيث إن التطور في هذه الحياة أصبح ضرورة وليس حاجة لمواكبة الواقع فحسب.

بهذا الزمن الحالي نعيش فترة وباء فيروس كورونا الذي أحدث تأثيره العميق على جميع الاتجاهات وبوقت قصير يحدث لنفسه طفرة جينية ليأخذ شكله المختلف طبقاً للمنطقة الجغرافية أو الديموغرافية، عليه فإن وجود المتخصصين في جميع التخصصات في غاية الأهمية، فعلى سبيل المثال الطبيب البيطري Dr.Albert Bourla الذي يعد المطور للقاح كورونا والمدير التنفيذي لشركة فايزر الأمريكية.

ويمثل المتخصصون صمام أمان وهو شيء في غاية الأهمية للاستعداد للتصدي لأي اندلاعة مرضية Outbreak لأي وباء إما لمرض معدٍ Infectious أو مشترك Zonootic ناجم انتقاله عن طريق الحيوانات، والتعامل معه بكل احترافية وتخصصية، حيث إن التصدي لبعض الأوبئة قد يكون أكثر ضراوة وشراسة من أي حرب عسكرية لأنه لا يرى بالعين المجردة.

ولأهمية الاستعداد، قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم من سورة الانفال (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّة وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَىْء فِى سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ60) صدق الله العظيم، فأنا هنا لن أتطرق لتفسير هذه الآية الكريمة من منطلق التخصصية في الأمر، بل أريد أن ألفت نظر القارئ النبيل لبعض المعاني التي أشار الله تعالى لها بحسب فهمنا البسيط، ألا وهو مبدأ الاستعداد لأهميته للرقي والعيش بكرامة للمجتمعات وللمجتمع الإسلامي بالخصوص.

التأهب والمثابرة بصدق وإخلاص بشغف المحبة في الاستعداد لأي خطر محدق هو ضرورة ملحة وواجب وطني على المستوى الصحي، والفكري، والبيولوجي، والطبي، والمعلوماتي، والرقمي… إلخ، حيث إن المخاطر تعددت أنواعها ووسائلها والتي قد تكون بضغطة زر.

بالنتيجة التطور العلمي والتكنولوجي هو الحل الوحيد وليس مثل ما يحدث في بعض دوائر الأعمال على سبيل المثال هي المعارضة أو الممانعة أو المماطلة في إعطاء الموظف الموافقة لإكمال دراسته، علاوة على أنه حق من حقوقه كموظف ويكون بحجة واهية تحت مظلة واسعة الحدود تسمى “حاجة العمل”، والحاجة هنا هي لحظية وليست على المدى البعيد، ولتكون عثرة لوقف عجلة التنمية للطاقة البشرية لتجميد ولتهميش كل شخص لديه طموح أو فسح الطريق ليكون مآل الأمور للشخصنة التي تحكمها المشاعر أو العاطفة المجردة من العقلانية والعدالة والإنصاف في اتخاذ القرار.

علماً بأن حكومتنا الرشيدة متمثلة بسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان “حفظهم الله ورعاهم”، الداعم لبرامج الابتعاث الداخلي والخارجي، حرصا منهم على أبناء هذا الوطن الغالي ليحصلوا على أعلى الكفاءات والدرجات العلمية الرفيعة في سبيل التطور.

إن التعامل المميز في اتخاذ الإجراءات الوقائية الاحترازية لاحتواء فيروس كورونا هو خير دليل على ما قدمته حكومتنا الرشيدة “أيدها الله” في معالجة وإدارة الأزمات بطاقاتها الوطنية المتخصصة وبكل جدارة في جميع القطاعات للتصدي للوباء.

عليه، فإن الاستعداد هو امتداد إلى الأجيال القادمة، وهو عبادة نرجو بها رضا لله تعالى، والذي يحيي بنبض حب هذا الوطن المعطاء، والذي نسأل الله أن يحميه من كل مكروه.



error: المحتوي محمي